إبراهيم بدوي/ كاتب مصري
تحظى زيارة فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المرتقبة إلى سلطنة عمان، ولقائه شقيقه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- ، بإهتمام ٌإقليمي ودولي كبير، فبرغم أنها ليست الزيارة الاولى للرئيس المصري للسلطنة، لكنها الأولى في عهد السلطان هيثم بن طارق ، وينتظر منها الشعبين العماني والمصري الكثير على كافة الاصعدة، خصوصا في الجانب الاقتصادي، الذي يحمل تطلعات شعبي مصر وعمان وطموحاتهما، نحو آفاق أرحب تليق بحجم المنجز في السنوات الاخيرة، وحالة البناء الساعية لاحداث تنمية شاملة مستدامة في النموذجين العماني والمصري، حيث ينتظر أن تولي المحادثات بين قادة البلدين أهمية كبرى بتعميق الروابط الاخوية القائمة والممتدة على مدار تاريخهما التليد، بأواصر أوثق قائمة على تبادل المنفعة والمصلحة، ليس لصالح الدولتين وحسب، لكنها بحكم مكانتهما سيكون لها مردود إقليمي وعالمي.
إن الترقب الاقليمي والعالمي لهذه الزيارة، يدرك الاهمية الاقتصادية لدولتين تملكان موقعا استراتيجيا فريدا، يؤثر التعاون بينهما بشكل إيجابي بالتأكيد على حركة التجارة العالمية، ويضع التقارب بينهم حلولا بات العالم المنهك إقتصاديا بحاجة ماسة إليها، فالشرايين المائية في السلطنة ومصر تمر من خلالهما معظم تجارة العالم، وسيخلق التقارب والتكامل حالة مواتية تعزز حركة النمو التجاري العالمي، وسيعظم ذلك من المكاسب الاقتصادية للاقتصاد العالمي والاقليمي، ناهيك عما يمثله ذلك من نموذج سيتصدر المشهد بدلا من نماذج العلاقات القائمة على التشاحن والتناحر، التي اثرت سلبا على المقدرات التنموية للمنطقة والعالم أجمع.
كما تحمل الزيارة وما يشملها من لقاءات على أعلى مستوى بعدا سياسيا، يصدر من قيادتان تملكان من الحكمة والرصانة الكثير، بشكل يجعل تأثيرهما يعم المحيط ، قيادتان يستمع لهما العالم أجمع إذا تحدثا، بما يملكانه من رصيد في حفظ السلام والاستقرار، ودور محوري في تحقيق الامن والسلام، والعمل على تقليل التوتر في مناطق الصراع، حيث تتقاسم السلطنة ومصر رصيد من الاحترام يجعل دورهما في حلحلة الازمات أكثر نجاعة، فهم بوابة لمن أعياه الصراع، ويسعى إلى التوافق، ولعل أبرز ما تتشابه به مصر وعمان هو القدرة على إنهاء الصراع، دون جعجعة أو رفع لافتات تطالب بالفضل، فالسياسة الخارجية العمانية كانت وما تزال بثوابتها ركن حصين يمنع المنطقة والعالم من الانجرار نحو صراعات ستقضي بكل تأكيد على طموحات الشعوب في حياة أفضل، والحياد الايجابي العماني وبناء علاقات متوازنة، كان مفتاحا لابواب أغلقتها الازمات، واستعصى على حلها كبريات الدول في العالم.
وتتواكب هذه السياسة العمانية الراسخة مع ما تملكه مصر من مقومات خشنة تتجلى في إمتلاكها أحد أقوى الجيوش في الشرق الاوسط، والذي له دور كبير في الحفاظ على أمن المنطقة التي تراها مصر بعدا قوميا لا يجب المساس به، أو من خلال القوة الناعمة المتعددة التي تفرض على العالم أجمع الانصات للحديث المصري، والتعامل مع تحذيرات القاهرة دوما بالجدية المطلوبة، فالتحذيرات المصرية أخرجت المنطقة من أزمات، كانت تهدد الامن والاستقرار الاقليمي والعالمي، ومن هذا المنطلق فاللقاء الذي سيجمع جلالة السلطان بفخامة الرئيس السيسي، سيكون محط إهتمام العالم أجمع، وسيتخطى تأثير السياسي والاقتصادي بالتأكيد العلاقات الثنائية بين البلدين.