سعاد بنت علي العريمية
أبهج خبر العثور على المفقودين من نيابة الأشخرة قرب السواحل الباكستانية وهم بصحة جيدة قلوب الجميع على أرض هذه البلاد الطيبة، فانهالت دموع الفرح من أعيننا فرحا وشكرا لربنا الكريم الذي أكرمنا بهذه النعمة، وأكرم أهلهم بأن نجاهم من ظلمات البحر، وحفظهم في عرض بحري العرب وعمان، وقد قطعوا مسافة 800 كيلومتر مربع تقريبا، وقد جاء الخبر في اليوم العاشر من فقدانهم فلله الحمد على نجاتهم.
هذه الحادثة تؤكد عدة أمور ومنها:
أولا: تؤكد على أنه لا إله إلا الله وتدلل على وجوده في كل تفاصيل حياتنا وحياة من في الكون، فهو الذي دبر هذا الأمر ودبر نجاتهم، فسبحانه هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد، المنجي والحفيظ والسميع والبصير بهم.
ثانيا: تزيدنا يقينا بأن الله أكرمنا بنعمة عظمى وهي الإيمان بالله بصفاته وأسمائه الحسنى، وبأنه أكرمنا بالإسلام فهما أعظم النعم من ربنا الكريم.
ثالثا: أن الابتلاء من سنن الحياة، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وقد كان هذا الابتلاء من قدر الله وهو صاحب اللطف بهم وبأهلهم وذويهم، فله الحمد إيمانا ويقينا بأنه اللطيف الخبير البصير.
رابعا: أن البلاء مهما اشتد فإن هناك فسحة من الأمل بأن الله قادر على جعل المستحيل ممكننا بقدرته وكرمه، فهو المجيب للمضطر إذا دعاه، ولنا في قصص الأنبياء عبرة، فقد اشتد عليهم البلاء لكنهم تلقوه بصبر جميل ورضا عظيم، فكان الله معهم بتأييده ونصره فكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا.
خامسا: هذه الحادثة دليل عظيم على نعمة أننا مجتمع مؤمن، فرحنا واحد وابتلاءاتنا واحدة.
وقد جسد المجتمع العماني وصف الرسول للمؤمنين بقوله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
فقد سارع من في عمان كلها من شمالها إلى جنوبها بحكومتنا الرشيد ومواطني هذا البلد الكريم، للبحث عنهم ولم يقصروا في ذلك، ولهجت الألسن بالدعاء وتضرعت القلوب بأن يجعل الله لهم مخرجا من ظلمات البحر فكان ذلك بإذن الله، فلله الحمد حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده.
فالحمد لله الكريم على هذا الخبر، اللهم أقر عيون أمهاتهم وأهلهم بعودتهم لأرض الوطن الحبيب، وعسى أن تكتمل فرحة هذا الوطن بالعثور على المواطن العماني المفقود في تركيا، فاللهم أقر عين والدته وأهله بعودته.