جميل ظاهري
كان حجم الاستقبال العماني وطبيعته الأخوية الصادقة لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي، محل اهتمام الشارع الإيراني ووسائل الإعلام، خاصة ذلك الترحيب والاحتضان خارج الإطار الدبلوماسي المعهود بين البلدين.
وكشفت المراسم عمق العلاقات المميزة والرفيعة بين البلدين الجارين على ضفتي بحر عمان والخليج، إلى جانب حجم مذكرات التفاهم التي وقعت بين مسقط وطهران وتلك التي ستوقع في المستقبل القريب مما يشير إلى عمق الترابط الصديق والأخوي بين شعبي وحكومتي وقيادتي البلدين المسلمين.
ويشكل الإعلان عن إعادة تنفيذ مشروع نقل الغاز الإيراني إلى سلطنة عمان هو الآخر عنوانا كبيرا بحجم المشروع الاستراتيجي المهم والذي سيرتبط بمشروع أنبوب الغاز العماني إلى اليمن في المستقبل.
تصريحات وزيري خارجية البلدين للمراسلين في العاصمة مسقط تؤكد عمق العلاقة القائمة بين السلطنة وإيران وأهميتها، وجذورها التاريخية التي تعود لعقود طويلة والقائمة على حسن الجوار والتعاون الوطيد في مختلف الجواني الثنائية ذات الاهتمام المشترك خاصة فيما يخص الأمن والاستقرار الإقليمي، والتي يجب أن تحتذي بها سائر دول المنطقة والعالم.
إن تناسق وتقارب المواقف بين سلطنة عمان وإيران ملحوظ بشكل كبير في العديد من القضايا الإقليمية والدولية وفق ما قاله الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي فور عودته إلى العاصمة طهران، مشيدا بكرم الضيافة والعمانية وحفاوة استقبال جلالة السلطان هيثم بن طارق.
كما أن لسلطنة عمان دور في حل الخلافات الإقليمية والدولية بين طهران وبعض العواصم الأخرى وفي مقدمتها المفاوضات النووية كلما وصلت إلى طريق مسدود، حيث نشاهد الوساطة الحكيمة للقيادة العماني في هذا الإطار، إلى جانب دورها الريادي في القضايا الإنسانية الأخرى مثل تبادل السجناء بين إيران وأمريكا وكذلك الأزمة اليمنية.
التوقيع على 12 مذكرة تفاهم بين طهران ومسقط خلال هذه الزيارة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والسياحية والتعليمية والطاقة، تشير إلى إصرار قيادة البلدين الجارين على تكثيف وتعزيز أواصر العلاقة الحميمة نحو مستقبل أفضل بما يخدم مصلحة شعبي البلدين.
إن الاهتمام العماني بهذه الزيارة وحجم الوفد الإيراني الذي زار العاصمة مسقط وتنوعه، يؤكد متانة العلاقات بين البلدين الجارين الصديقين ويرسم صورة واضحة المعالم لأواصر هذه العلاقة الوطيدة والعميقة حيث التعاون الثنائي في شتى المجالات، وكذلك التناغم في القضايا الإقليمية والدولية.
ولقد أكد البيان المشترك الذي صدر مساء الإثنين في ختام زيارة الرئيس الإيراني على سـياسـة التعامل البنّاء من منطلق الثوابت السياسية لكلا البلدين والانفتاح على الإقليم، ومواصلة ومضاعفة التنسيق المشترك بين طهران ومسقط في مختلف المحافل الإقليمية والدولية؛ ليساعد كثيرا على تنمية المصالح الثنائية المشتركة ويسهم بشكل كبير في تعزيز أمن واستقرار المنطقة، ويخدم مصلحة البلدين وشعبيهما.