طهران- جميل ظاهري
اهتمت وسائل الإعلام الإيرانية بشكل كبير بزيارة رئيس الجمهورية الإيراني إبراهيم رئيسي لسلطنة عمان في ظل الظروف الراهنة بالغة الحساسية إقليميا ودوليا، والتي طغى عليها الجانب الاقتصادي والسياسي رغم ما ضمت المفاوضات الثنائية في كلا البلدين الجارين من سياسة وأمن.
وأبرزت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أهم تصريح للرئيس الإيراني على صفحاتها الأولى لدى عودته إلى طهران، والذي قال: “سلطنة عمان جارة صادقة وموثوقة لنا ومواقف طهران ومسقط متناسقة بصورة ملحوظة في العديد من القضايا”.
وأشارت إلى بحث المشاكل العائقة مجال التجارة ونقل المال والقضايا المالية والبنكية والجمركية بحضور وزير الصناعة والتجارة العماني، وأنه سيتم قريبا إزالة العقبات لتمهيد الطريق للتجارة والعمل الاقتصادي وذلك خلال اجتماع الناشطين الاقتصاديين والتجار العمانيين والإيرانيين مع الرئيس الإيراني في مسقط.
أما وكالة أنباء الطلبة “ايسنا” فأبرزت الاهتمام الكبير من قبل عمان وإيران في تعزيز العلاقات الثنائية السياسية منها والاقتصادية، مشيرة إلى الاهتمام الكبير الحافل بالمحبة من قبل جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه بالرئيس الإيراني.
وشددت على قول “رئيسي” خلال اجتماعه مع كبار المسؤولين العمانيين، أن العلاقات الطيبة بين إيران وعمان تعزز التعاون الإقليمي وكذا الدولي بين البلدين، موضحة أن أهم أهداف الزيارة هو الارتقاء بالعلاقات في مجالات التجارة والنقل والطاقة والسياحة خاصة السياحة الصحية.
وتحدث موقع الإذاعة والتلفزيون الإيراني عن تأكيد الرئيس الإيراني على ضرورة توطيد العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين في ظل اهتمام قيادتيهما وحكومتيهما، وأن مستوى التبادل التجاري بين البلدين الجارين والذي يبلغ حوالي مليار و300 مليون دولار سنويا لا يفي بالمطلوب ويجب تعزيزه، مشيدا بنتائج الزيارة وأمله في أن تحقق ما تم الاتفاق عليه في أقرب فرصة وأسرع وقت.
واستعرضت وكالة “فارس” حجم وثائق التعاون المشترك بين البلدين التي تم توقيعها الإثنين في مسقط بحضور جلالة السلطان هيثم والرئيس الإيراني في المجالات السياسية والنقل والتعاون الدبلوماسي والاقتصادي والسياحي والتي جرى توقيعها من قبل وزراء الخارجية والصناعة والمناجم والتجارة والنفط والطرق واعمار المدن ورئيس منظمة تنمية التجارة الايرانية ونظرائهم العمانيين.
وسلطت وكالة “تسنيم” الضوء على البيان الختامي الذي وقع مساء الإثنين بمسقط في ختام القمة العمانية الإيرانية والذي أكد على ضرورة فتح أبواب جديدة لشراكة اقتصادية وسياسية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلطنة عمان، مشيرة إلى تأكيد جلالة السلطان هيثم والرئيس رئيسي على أهمية مضاعفة الجهود وبذل المساعي لضمان استمرار الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم والتنسيق والتشاور بين الجانبين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
وكتب موقع “بازار” الاقتصادي عن اجتماع الرئيس الإيراني مع ورجال الأعمال والتجار العمانيين والإيرانيين المقيمين في السلطنة والتي أكد فيها عزم البلدين لتعزيز ورفع مستوى التبادل التجاري إلى جانب دعوته إلى إزالة المشاكل الجمركية للتبادل التجاري بين إيران وعمان على وجه السرعة.
أما صحيفة “كيهان” فأشارت إلى الاهتمام الكبير الذي توليه إيران لعلاقاتها مع سلطنة عمان، مشيرة إلى حجم ومستوى الوفد السياسي والاقتصادي والتجاري ورجال الأعمال الذين رافقوا رئيس الجمهورية رئيسي خلال زيارته الرسمية لمسقط، وما تكللت من نتائج ايجابية تخدم مصلحة البلدين.
وأكدت صحيفة “خراسان” على الإرادة الجادة بين طهران ومسقط لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، وعزم البلدين على تطوير ذلك في مختلف المجالات، لافتة إلى أهمية التعاون بين مسقط وطهران في مجالات الطاقة والصناعة والمناجم والتجارة والطرق والمواصلات والذي يساعد في إحياء طريق الحرير.
أما صحيفة “همشهري” فقد لفتت انتباه القارئ الإيراني إلى الهدية الثمينة التي قدمها جلالة السلطان هيثم للرئيس الإيراني في ختام لقائهما المشترك وهو سيف جميل يعبر عن حسن الكرم العماني، مشيرة إلى ما تمخضت عنه هذه الزيارة من نتائج إيجابية وكبيرة للبلد الجار والعزيز عمان رغم قصر مدتها.
من جانبها استعرضت صحيفة “قدس” اهتمام مؤسسة “دبلوماتيك افرز” الأوروبية في جنيف لهذه الزيارة وتسليطها الأضواء على أهمية هذه الزيارة والنتائج التي خرجت بها، وكتبت الصحيفة تقول: “نأمل أن تمهد هذه الزيارة والوثائق التي تم التوقيع عليها بين مسقط وطهران رفع الموانع البيروقراطية من أمام التجار ورجال الأعمال لتعاون أفضل وأكثر بين البلدين”.
وشددت وكالة أنباء “مهر” على ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة في مجال تعزيز التعاون الاقتصادي بين إيران وعمان في ظل الظروف الاقتصادية التي يعاني منها العالم، مشيدة باقتراح السيد رئيسي المتمثل في إنشاء مركز تجاري إيراني في عمان ليكون من مهامه التعريف بطاقات البلدين خاصة إيران، وأن كلا من مسقط وطهران عازمان على رفع مشكلة النقل والتسديدات النقدية والبنكية.
وكتبت صحيفة “مشرق” أن لتوقيت زيارة رئيس الجمهورية الإيرانية والوفد المرافق له أهمية كبيرة خاصة في الدور الذي تلعبه سلطنة عمان بالشأن السياسي وتقاربها من الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تسعى لأن تكون وسيطا بين طهران والعواصم الأخرى، مشيرة إلى أنه تم بحث الملف النووي خلالها أيضا وفق ما صرح به وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.