راشد المسروري
تُعرف التجارة الإلكترونية بأنها أحد أشكال الاقتصاد الحُر، والتي تمكنك من بناء امبراطوريتك بمجرد الحصول على عنوان إلكتروني فريد، ليكون بمثابة هويتك الأولى التي تحمل كيان شركتك، ومن خلاله تدير أعمالك بمركزية وآلية دقيقة جدًا دون الحاجة إلى شراء أطنان من الحديد الصلب او الطابوق لبناء تلك الشركة.
بدأ هذا النوع من التجارة قبل سنوات، وتمكن من النمو بشكل قياسي وتغيير ثقافة الشراء لدى كثير من المستهلكين، الذي فضلوا هذا النوع لأنه أغناهم عن الجهد البدني والذهاب للمتاجر والمحلات، وأصبحت عملية الشراء تتم بمجرد ضغط بضعة أزرار في هاتفك الخليوي.
وبمجرد الحصول على تصريح مزاولة تجارة البيع والشراء عبر الانترنت، والموافقة على التشريعات والقوانين الخاصة بذلك فقد أصبحت مؤهلًا لكي تكون فردًا في سوق التجارة الإلكترونية.
لكن هل يمكن أن نحكم على جميع المواقع الخاصة بالتجارة الإلكترونية بأنها ناجحة؟ طبعًا لا، فلكل موقع إلكتروني سِر يميزه عن غير، وهناك أنواع كثيرة منها البيع التخصصي أو البيع العام أو حسب ما يتم تحديده وفق الرؤية القصيرة وبعيدة المدى للمشروع.
لقد تمكنت التجارة الإلكترونية من تفعيل نظام عنونة دقيق جدا، لدرجة أن طلبك يصل إلى منزلك بنسبة خطأ لا تتعدى أرقاما مئوية بسيطة، وقد فعلت القطاع اللوجستي وتشغيل وتحويل المخازن الصغرى إلى كبرى لاستيعاب حجم الطلبات المتزايد، من أجل التحقق منها وإرسالها إلى عناوينها الصحيحة، وأوجدت وظائف متعددة بداية من موصل الطلبات وحتى مدير عمليات التجارة الإلكترونية، وفتحت مجال تأسيس شركات البرمجة التقنية الحديثة وأوجدت فرصا للابتكار من أجل التزامن مع المتغيرات العالمية وحاجة الإنسان.
إذا التجارة الإلكترونية أصبحت اليوم ذراعا حيويا وجد ليستمر ما دامت هناك حاجة لدى مختلف شرائح المجتمع، ولتستمر التجارة الإلكترونية فإنه علينا التغلب على التحديات التي تواجهها، ومنها طريقة العرض والطلب والتي يجب أن تنتقل من طلب عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى الطلب عبر التطبيقات الذكية والمواقع الإلكترونية التي تسهل وتنظم طريقة عرض البيانات الشخصية وبيانات الطلب وإنشاء التقارير ومراقبة أداء المنتجات وأخذ التغذية الراجعة ومعرفة المنتج من الأكثر طلبًا إلى الأقل، وذلك من أجل ما يعرف بدورة حياة المنتج ومدى قبوله ونجاح إنتاجه.
لقد عملت التجارة الإلكترونية على زحزحة العديد من الاقتصاديات التقليدية التي استمرت بذات النهج القديم ولم تتسابق إلى الاستثمار في التغيير.
لذلك إن كنت تفكر باقتصاد حُر فالمستقبل مع التحولات التقنية والتغييرات المعلوماتية التي تتزامن مع المتطلبات البرمجية والذكاء الاصطناعي ولغة الآلة وغيرها.