محمد بن عيسى البلوشي*
ينتبه المسافر إلى نداء موظف المطار عندما يناشد عبر المذياع الداخلي قائلا “النداء الأخير” ليوجه جميع المسافرين المتأخرين ويحفزهم للوصول إلى بوابة الطائرة في الموعد المحدد، وذلك بعد نداءات متواصلة كان قد أطلقها قبل ندائه الأخير يوضح فيها أن بوابة الطائرة مفتوحه للمسافرين إلى غاياتهم واهدافهم ومقاصدهم المحددة بوقت وتكلفة ووجهة. ويؤكد بذلك أن الوقت له ثمن عالي عند قائد الطائرة ليقلع نحو نقطة الوصول.
إن ثمه رابط يجمع مسألة الوقت مع كافة الامور الحياتية ومنها الأعمال، وهذا الرابط محدد بمدى التزامنا في الوصول للأهداف عند الموعد المحدد، وإنهاء الأعمال في أوقاتها المناسبة لطبيعة كل مهمة أو نشاط، وأداء المسؤوليات والمهام في حينها وبكفاءة عالية، وهنا أشير الى ما قاله الكاتب المصري اللواء صلاح الدين الشربيني يعلق على موظف المطار “المذيع الداخلى ربط كلمة الأخير بكلمة النداء تحفيزًا لهؤلاء المتلكئين الذين لا يعرفون معنى الوقت وأهميته، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك”.
من الجيد أن تكون فكرة “النداء الأخير” حاضرة في المؤسسات التي تعنى بتقديم الخدمات العامة أو الضرورية، تستنهض عبره همم المتأخرين لأداء أعمالهم ومهامهم المحددة ليقومو بوجباتهم الوظيفية. وتذكرهم من ناحية أخرى أن رحلة العمل والانتاج سوف تقلع بدونهم من فيافي الواقع إلى سموات العطاء والانتاج والمسؤولية معتمدا بذلك على الكفاءات الجادة والمثابرة والحريصة على إنجاز مهامها في الوقت المحدد.
إن الروئ ستتحقق بمشيئة الله وعونه باعتمادنا على احترام الوقت في أداء رسالتنا ومهامنا مهما كانت صغيرة أو كبيرة، ومهما كانت خاصة أو عامة، ومهما كانت ذات فائدة محدودة أو نافعة للمجتمع والوطن، فالالتزام بالوقت هو ما يحدد نجاح المؤسسات للوصول إلى أهدافها بكفاءة ومسؤولية وحوكمة.
سنعود بمشيئة الله الى المطار كي نحلق الى أحلامنا وغاياتنا الوظيفية والحياتية، ونسافر على متن خطوط الوطن دون تأخير نحو رؤيتنا لعمان ٢٠٤٠، بكل عزم وثبات وهمة وفكر، يعتلينا الاخلاص والود والوفاء في أداء الواجب الوطني. فالنداء الاخير قد أعلن منذ وقت وعلينا أن نلحق بركب النهضة المتجدده لعمان الذي نريد.
*إعلامي وكاتب إقتصادي