الرياض- شؤون عمانية
كتبت: سارة القحطاني
شهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظهما الله- ، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أمس الأحد توقيع مذكرة تفاهم بشأن تأسيس مجلس التنسيق السعودي العُماني، بهدف تعزيز وتنسيق آفاق التعاون بين البلدين في الاهتمامات المشترك.
وحول ذلك قال الكاتب والباحث السياسي مبارك آل عاتي يتطلع البلدان من خلال هذه الاتفاقية إلى أن يسهم مجلس التنسيق السعودي العماني في وضع رؤية مشتركة لتعميق واستدامة العلاقات بينهما ورفعها إلى مستوى التكامل في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية، وكذلك في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية، بما يخدم أهداف البلدين ويحقق آمال وتطلعات القيادتين والشعبين الشقيقين.
الرياض ومسقط
مؤكدًا أن الرياض ومسقط تعملان على تعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما والتعاون المشترك في مجال التجارة والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة، بما يخدم توجهات البلدين لتحقيق رؤية “المملكة 2030” ورؤية “عمان 2040″، وما تتضمنه الرؤيتين من مستهدفات ومبادرات للتنوع الاقتصادي.
مشروع المنفذ البري
وأضاف آل عاتي: وتعمل المملكة وعمان على استكمال مشروع المنفذ البري الذي يربط بين البلدين، والذي سيسهم في زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، كما أن هذا المنفذ سيفتح المجال أمام حركة البضائع من المملكة مروراً بالطرق البرية في السلطنة، وصولاً إلى موانئها التي ستسهل تصدير البضائع السعودية للعالم.
ملفات مشتركة
وأكد آل عاتي ان هذه الزيارة ستنقل علاقات البلدين إلى افاق ارحب واوسع وتخلق فرص كبيرة لنماء واضطراد هذه العلاقات لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، كما انها ستسهم في حل ملفات المنطقة ذات الاهتمام المشترك.
زعامة ورصانة
ووصف آل عاتي هذه الزيارة بأنها بمثابة قمة الزعامة والرصانة السياسية التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وضيفه الكبير جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان عمان والتي عكست عمق العلاقات الاخوية السعودية العُمانية في مختلف المجالات.
فالمملكة تكن كل تقدير واحترام لسلطنة عُمان كدولة شقيقة عضو في مجلس التعاون الخليجي، حيث يسعى البلدان إلى تعزيز علاقاتهما الثنائية في المجالات كافة وتطوير أوجه التعاون المشترك بما يتناسب مع رؤية قيادتي البلدين وتطلعات شعبيهما، واختيار السلطان هيثم المملكة، كأول محطة في جدول زياراته الخارجية الرسمية، يؤكد أهمية المملكة بالنسبة للعُمانيين، كعمق استراتيجي، تعززه الوشائج الأخوية وأواصر القربى والجوار بين الشعبين، ووحدة المصير المشترك بين البلدين.
آمال كبيرة
وقال كاتب الرأي الاقتصادي والمستشار في استراتيجيات الأعمال احمد الشهري إن زيارة السلطان هيثم بن طارق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تأتي في إطار وامتداد للعلاقات الأخوية بين الرياض ومسقط ولاسيما أن تحمل الرياض ملفات المستقبل 2030م وفي ذات الوقت يحمل السلطان هيثم ومهندس الرؤية العمانية 2040م آمالا كبيرة لبناء الانسان والاقتصاد العماني.
مشيرًا إلى أن العمل المشترك بين البلدين من أهم انعكاسات الزيارة الآنية، حيث تم التوقيع على إنشاء مجلس التنسيق العماني السعودي المشترك بهدف تعزيز وتنسيق آفاق التعاون بين البلدين في الاهتمامات المشترك.
تكامل اقتصادي
ونحن في الرأي الاقتصادي السعودي نرى أن تعاون البلدين في الجوانب الاقتصادية سيعزز من التكامل الاقتصادي والاستثمار المشتركين سواء على مستوى القطاع الخاص في البلدين او على مستوى أعمال الحكومتين بما يخدم الجميع ولاسيما انها متطلبات اساسية لرؤية البلدين الاقتصادية ونتوقع ان يشهد ميزان التجارة والمدفوعات تطور خلال المرحلة القادمة.
عهد جديد
وقال الكاتب الاقتصادي حسام الشنبري: أن هذه الزيارة تنذر ببداية عهد جديد يعكس واقع وتطلعات شعب الدولتين من السلام والازدهار والرخاء المنشود ولتحقيق الاهداف المرجوة في الجوانب التنموية والاقتصادية والبشرية بين الدولتين.
رؤى وإصلاحات
مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة في دفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين، إذا ما علمنا ان حجم الصادرات والواردات (التبادل التجاري) بين البلدين في 2020 قد بلغ 10 مليارات ريال، وان كلا البلدين يلتقيان في تنفيذ رؤى واجندة اصلاحات هيكلية كبيرة على كافة الأصعدة، والمملكة لديها رؤية2030 وعمان لديها 2040، لذا فإن الاستثمار لديهما في المشاريع الكبرى يشكل أولوية حتمية ستعود بالنفع على شعب البلدين.
وقال الشنبري ولعل أبرز الاتفاقيات التي ربما سنشهد التوقيع عليها امكانية انشاء منطقة صناعية سعودية عمانية وبناء مسارات لوجستكس لنقل البضائع بين المناطق الاقتصادية الخاصة السعودية والعمانية، وافتتاح اول طريق بري يربط بين الدولتين والذي سوف يختصر مسافة ٨٠٠ كيلومتر نهاية الربع الاخير من هذا العام.