يوسف بن علي البلوشي
عملت لأكثر من عامين مراسلا لإذاعة الرياض السعودية في الفترة من عام 2012 وحتى عام 2014، كنت أنقل خلالها الأخبار والفعاليات العمانية، وكوني متابعا لها كان اهتمام الجانب السعودي بالأحداث والفعاليات العمانية كبيرا ويلقى الترحيب والإشادة لما له من وقع مميز.
لم يكن غريبا وليس بجديد على السلطنة أن تشهد هذا الحراك مع الجانب السعودي الشقيق، فالعلاقات قديمة وتاريخية بشكل كبير ولأبعد الحدود، امتدت من مؤسس النهضة الحديثة للسلطنة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وامتدت إلى عهد السلطنة المتجدد لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله.
تشكل المملكة العربية السعودية ثقلا سياسيا كبيرا ومحور ارتكاز لدول الخليج ورقما صعبا في المعادلات السياسية والاقتصادية والتجارية، وتخطو المملكة بخطى سريعة وراسخة للنمو بإشادة الجميع، وبفضل ما نشاهده من تطور ورؤى حكيمة ومتسارعة من قيادة المملكة، وظهر هذا النمو المتسارع في أنحاء المملكة خلال فترة قصيرة.
وتمضى عرى التواصل وتوطيد العلاقات الثنائية إلى تقدم مستمر، حيث أن الزيارة التاريخية لجلالة السلطان المعظم للمملكة العربية السعودية الشقيقة تفتح آفاقا جديدة من التعاون المشترك في الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، نأمل منها جميعا تعزيز القطاعات المختلفة في البلدين بفضل ما تحظى بها من مميزات استثنائية.
ولعل ما يسهم في هذا التكامل الاقتصادي الرؤى التكاملية للدولتين، رؤية عُمان 2040 ورؤية المملكة 2030، وما تتضمنه كل رؤية من فرص استثمارية هائلة، واتخاذهما مبدأ التنويع في الاقتصاد وتهيئة الظروف للقطاع الخاص والمستثمرين.
إن ما تتطلبه المرحلة الحالية هو تحفيز الاستثمارات وتهيئة الأجواء المثالية لها بعيدا عن التعقيد، بل وفتح مجالات الجذب والترغيب والتسهيل والتيسير ووضع رؤية تمكّن الجانبين من تحديد مجالات التعاون الاقتصادية والاستثمارية المشتركة، وطرح مقترحات لتفعيل العلاقات التجارية بين الطرفين، وتعزيز ومضاعفة التبادل التجاري وزيادة الفرص الاستثمارية والتركيز على الأنشطة غير النفطية اللوجستية والسياحية، وفي مجال الأمن الغذائي والتعدين والصناعة والصحة والتعليم.
كما سيعزز الانتهاء من الطريق المباشر بين البلدين تفعيل حركة التبادل التجاري ونقل المؤن اللوجستية، وخفض كلفة شحن الواردات والصادرات بين البلدين وتقليل تكلفة النقل، ويسهل التواصل بين الأفراد والتجار والمستثمرين، وتعزيز القطاعين اللوجستي والسياحي ويهيئ حركة الاستثمار التجاري، وسيفتح آفاقًا واسعة تمكّن البلدين من تحقيق الآمال والطموحات.
كل الأمنيات لقيادة البلدين بتحقيق مزيد من الازدهار.