مروة بنت سيف العبرية
طفت على السطح في المجتمع مؤخرا كثرة الانتقاد التي تصدر من أشخاص ليس لدى كثير منهم دراية فيما يتحدثون، حيث باتت مواقع التواصل الاجتماعي هي الوسيلة الأبرز لتحطيم ما هو جميل، بل يتعدى الأمر في بعض الأحيان إلى الاتهامات والقذف والشتائم، في وقت يؤكد كثيرون أنهم لا يمثلون عموم المجتمع بل فئة تحب الانتقاص من كل شيء سواء على مستوى الأفراد أو الحكومات أو غير ذلك.
من المؤكد تماما أن كثيري الانتقاد يمكن وصفهم بالفاشلين، كونهم لم يقترحوا، وإنما تنحصر انتقاداتهم في النيل من النجاحات التي تحققت وتتحقق، والمر الأمر أن هناك فئة مجتمعية تصفق لهم كثيرا بل تتناقل ما يكتبونه وإن كان خطأ وليس لحديثهم أساس من الصحة.
من جانب آخر، يرى الكثيرون في المجتمع أن الانتقاد البناء هو محمود لتصحيح بعض المسارات، بشرط أن يكون النقد من المتخصص في المجال، ليتسنى لجهات الاختصاص معرفة أوجه القصور الذي قد يحدث.
ولكن في ذات الوقت، يلاحظ أن الكثير من الانتقادات المجتمعية تهدف إلى الظهور في مواقع التواصل الاجتماعي، وإن كان ذلك على حساب المصلحة العليا للوطن، وقد تتسبب في ترسيخ عدم الثقة بين المجتمع ومؤسسات الدولة بمختلف أنواعها.
يبقى على الجميع أهمية التكاتف المجتمع عبر الكلمة الصادقة البناءة، لبناء وطن ثابت، والنقد البناء -في موقعه- سيعزز عمل الدولة أجمع، أما الانتقاد والسخرية من كل نجاح يحققه الوطن سينعكس بالسلب على الجميع ولو بعد حين من الزمن.
*الصورة من محرك البحث العالمي (جوجل)