شؤون عمانية: تختتم غدا الثلاثاء 12 ديسمبر اعمال الندوة الإقليمية عن نظم الغذاء المستدامة لأنماط غذائية صحية وتغذية محسّنة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا التي افتتحت أعمالها اليوم الأثنين 11 ديسمبر تحت رعاية معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية.
وتوفر الندوة التي تستضيفها السلطنة ممثلة بوزارة الزراعة والثروة السمكية بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) فرصة لمراجعة وضع النظم الغذائية في المنطقة، وتعرض أمثله من دول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا. وسيتبادل المشاركون وعددهم 120 مشارك من 21 دولة ممثلون من وزارات الزراعة والصحة ، وعدد من المنظمات غير الحكومية يتبادلون المعرفة والخبرة والأدلة حول ضرورة إحداث تغير تحويلي في النظم الغذائية الحالية. كما سيتم بحث خيارات السياسات والطرق المستقبلية
وقد القى المهندس منير بن حسين اللواتي مدير عام التخطيط والتطوير بوزارة الزراعة والثروة السمكية كلمة خلال افتتاح الندوة قال فيها : تأتي هذه الندوة لتتواصل مع الجهود العالمية حول تعزيز العلاقة بين نظم الأغذية المستدامة والتغذية السليمة، حيث اتفقت (164) دولة على هامش مشاركتها في المؤتمر العالمي للتغذية عام 2014م ، على تبني هياكل مؤسسية لإنتاج سلع غذائية كافية وسليمة ومتنوعة في عناصرها الغذائية لضمان توفير الغذاء الصحي في ظل عالم متحرك ومتسارع يواجه العديد من التداعيات البيئية والاجتماعية والاقتصادية والمناخية والتي كانت ولا تزال تلقي بظلالها على الأمن الغذائي العالمي في المنظورين الحالي و المستقبلي.
وقال: ان السلطنة استشعرت بأهمية كل من نظم الأغذية ضمن إطار منظومة الأمن الغذائي لضمان تحقيق سلامة الفرد والمجتمع ابتداء من ثمانينات القرن الماضي كما شهدت السنوات القريبة الماضية توجيهات ومبادرات حثيثة تناولت اتخاذ إجراءات عملية لتحسين جودة وسلامة الغذاء وإجراء وتحليل مستمر لأنماط الاستهلاك الغذائي وإنجاز العديد من المسوحات والأبحاث للوقوف على الأوضاع التغذوية بالسلطنة.
واضاف اللواتي : إن المنهج المتبع في السلطنة على نحو عام ووزارة الزراعة والثروة السمكية على وجه خاص أرتكز على مبدأ التخطيط بعيد المدى ولغاية 2040 المرتبط بخطط تنفيذية قصيرة ومتوسطة المدى لضمان مستقبل مشرق وتحقيق رفاهية مستدامة والاعتماد على إحصاءات زراعية وسمكية محدثة بصورة دورية ومن ثم إعداد الاستراتيجيات والخطط الاستثمارية والتي كانت من أهمها: استراتيجية الزراعة المستدامة والتنمية الريفية 2040.استراتيجية تطوير أداء القطاع السمكي 2040.استراتيجية عمان للتغذية 2040.بالإضافة إلى الاستراتيجيات الأخرى ذات العلاقة
وتابع اللواتي: ووفق تلك التوجيهات فقد تحققت نتائج مقدرة غير مسبوقة في قطاع إنتاج الغذاء في السلطنة حيث جاء تسلسل السلطنة استناداً للمعايير الدولية لقياس الأمن الغذائي بالمرتبة الثانية على مستوى الدول العربية وبالمرتبة الثامنة والعشرون على مستوى دول العالم للعام 2017م، ومنحت السلطنة (100) درجة في مؤشر سلامة التغذية، و (100 ) درجة في مؤشر الإنفاق العام على البحث والتطوير الزراعي، و (83.5) درجة في مؤشر التعريفات الجمركية على الواردات الزراعية و ( 75 ) درجة في مؤشر الحصول على تمويل للمزارعين ، كما بلغ مؤشر التنمية البشرية في القطاع ( 8) من أصل ( 10 ) درجات، وارتفع تصنيف السلطنة خلال هذا العام إلى مستوى الأفضل أداءً.
واختتم المهندس منير اللواتي كلمته قائلا : تأتي هذه الندوة الإقليمية لتلقي الضوء على واقع نظم الغذاء واستدامة سلامتها، والجهود المبذولة في هذا المسار بغرض الخروج بنتائج عملية تحكم مسارات دول إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا خلال المرحلة القادمة في مجال نظم الأغذية وربطها بالتغذية الصحية ، وسبل استدامتها.
أزمة سوء التغذية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا
تعاني منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا من أشكال مختلفة من سوء التغذية، إذ تواجه بعض الدول عدة مشاكل في نفس الوقت من بينها نقص التغذية لدى الأطفال، وفقر الدم والبدانة. وهذه المشاكل نابعة ليس فقط من نقص الحصول على الأغذية الكافية والمغذية والآمنة، بل كذلك من فشل النظم الغذائية في معالجة مشاكل سوء التغذية بشكل كافٍ وبطريقة شاملة من الإنتاج وحتى الاستهلاك.
ولفت عبد السلام ولد أحمد، مساعد المدير العام للفاو والممثل الإقليمي في مكتب المنظمة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا في كلمته خلال افتتاح الندوة الانتباه إلى “الزيادة المقلقة والمتواصلة في حالات نقص التغذية”، مشيراً إلى أن التحول السكاني الذي اقترن بتغير أسلوب الحياة “أدى الى تغييرات كبيرة في الأنماط والعادات الغذائية التي لا تؤدي إلى حياة صحية”. وأرتبط الانتقال من الأنماط الغذائية المعتمدة على الحبوب والبقوليات والخضروات والفواكه إلى تلك المعتمدة على استهلاك كميات أكبر من اللحوم والأغذية المعالجة والسكر والملح والدهون، بظهور عدد من الأمراض. وعندما اقترن هذا التحول بقلة الحركة فقد أدى إلى “ارتفاع الإصابة البدانة حتى في الدول التي تعاني من نقص التغذية”، وفقا لولد أحمد.
كما لفت ولد أحمد إلى تأثير النزاعات على بعض دول المنطقة حيث تعطل الانتاج الزراعي والأنظمة الغذائية، وانخفض الإنتاج الحيواني مما أثر على توفر الغذاء. وترافق ذلك مع نقص مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي، وهما عاملان مهمان جداً لتغذية وصحة وكرامة البشر.
ودعا ولد أحمد المشاركين في مناقشات الندوة إلى “التركيز على ضرورة اتباع نهج متكامل للتغذية من الإنتاج حتى الاستهلاك يأخذ في الاعتبار احتياجات السكان وفئات السكان الأكثر ضعفاً في أوضاع النزاعات”، مؤكداً أنه يتعين على منظمات الأمم المتحدة أن تواصل العمل جنباً إلى جنب مع المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، لتسليط الضوء على تحدي التغذية وتبادل الخبرات والحلول.
القضاء على الفقر وعقد الامم المتحدة للعمل من أجل التغذية
تعد الندوة الإقليمية عن نظم الغذاء المستدامة لأنماط غذائية صحية وتغذية محسّنة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا واحدة من خمس لقاءات متابعة إقليمية بعد الندوة العالمية التي عقدت في روما في ديسمبر/كانون الأول 2016. وستعالج الندوة مباشرة هدف التنمية المستدامة 2 وهو القضاء على الجوع، وستسهم في عقد الأمم المتحدة للعمل من أجل التغذية .
تتطلب إعادة هيكلة النظم الغذائية الهادفة إلى تحسين التغذية إلى فهم مختلف الأسباب التي تؤثر على أنماط الغذاء الصحية على طول سلسلة القيمة الغذائية بأكملها “من المزرعة إلى المائدة”.
وتهدف الندوة الى إتاحة الفرصة لصانعي السياسات والبرلمانيين ومخططي ومديري البرامج والأكاديميين والباحثين والطلاب والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني لتبادل المعرفة واستكشاف الفرص والتحرك.