حمدان بن علي البادي
“أثر الفراشة لا يُرى، أثر الفراشة لا يَزول”، عبارة قالها محمود درويش في نضاله بالكلمات ضد الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية وإيمانه بالكلمة والفعل مهما صغر.
أستعرض هذه العبارة وغزة تحت القصف، والكيان الصهيوني يواصل قهر الإنسانية ويغتصب الأرض، ونحن نتخاذل عن نصرة أنفسنا حيث يفترض بنا أن نرفض كل الممارسات العنصرية التي يقوم بها المحتل، نتخاذل عن نصرة أنفسنا حتى في أبسط الأمور وهي استخدام “الكلمة” التي من خلالها نواجه الادعاءات التي تصوًر العدو كصاحب حق، حتى وصل الحال بالبعض أن يستكثر على نفسه إعادة نشر المحتوى الذي يدعم القضية الفلسطينية في مواجهة آلة الإعلام الصهيونية التي تتحكم في جميع ما ينشر بصورة مباشرة وغير مباشرة.
“أثر الفراشة لا يرى ولا يزول”، وتغريدة واحدة يراد بها حق حتى لو خرجت من بقعة نائية في هذا الكون، سوف يصل تأثيرها وتلهم آخرين في بقعة أخرى من هذا الكون لدعم القضية، هذه هي الفكرة التي قامت عليها نظرية الفراشة واستمد منها “درويش” كلماته، ولأنه لا حول ولا قوة لنا إلا بالكلمة -كأضعف الإيمان- يجب أن نستخدمها في دعم الإنسانية وأن نقف في وجه الظلم بالكلمات، ومهما كانت هذه الكلمات بسيطة أو ذات قوة بلاغية فهي كفيلة بأن تربك الكيان الصهيوني.
ولقد رأينا في الأيام الماضية كيف انشغل الصهاينة في مواجهة الكلمات ومحاربة بعض الوسوم المتصدرة وإيقاف وسم #الأقصى على “الإنستجرام” على سبيل المثال، وطالت أياديهم حسابات مؤثرة تدعم القضية الفلسطينية على جميع منصات التواصل الاجتماعي: “الإنستجرام والفيس بوك وتويتر” بالإيقاف وحذف بعض المنشورات.
إن الشعوب التي تؤمن بالإنسانية وترفض الظلم والطغيان قالوا كلمتهم على هذه المنصات الرقمية لنصرة فلسطين والمسجد الأقصى، يشدون من أزر المرابطين العُزّل وهم يقاومون بصدور مفتوحة منظومة الحرب الصهيونية المتطورة التي رأيناها تنكسر وتنهزم مع إرادة الشعوب.
لا عزاء للمتخاذلين والمحبطين من يرددون عبارة “ما جايين تحرروها”، أو هؤلاء الذين اتخذوا من الكلمة وحساباتهم الشخصية منبرا لتأكيد حضور المغتصب، وللأسف هم من المحسوبين علينا ويقفون معنا في نفس الصف ونستبعد أن تكون طالتهم بعض التهديدات بزوال حساباتهم بأرقامها المميزة ويتخذونها كقوة ضدنا.
ستبقى فلسطين هي بوصلة الإنسانية التي يجب أن لا نحيد عنها حتى لا نضل، وهي سيدة الأرض أم البدايات وأم النهايات، كانت تسمى فلسطين وستظل فلسطين وقريبا سيهرب كل الذين اتخذوا منها وطنا على غير حق وستعود فلسطين عربية حرة أبية.
*الصورة من محرك البحث العالمي (جوجل)