العمانية- شؤون عمانية
اشتهر ولاية الخابورة بصناعة الخناجر العمانية منذ القدم واستطاعت المرأة العمانية بإمكانياتها وبراعتها أن تحوّل
خيوط الفضة بين أناملها إلى تفاصيل فنية ذات جودة عالية وإتقان في صناعة الخناجر.
فعندما نتحدث عن تلك الصناعة الأصيلة والإرث التاريخي والذي يُعد من مفاهيم الأناقة والجمال والفخامة التي يتميز بها الرجال فإننا بالطبع نتكلم عن محفوظة بنت أحمد البلوشية التي تميزت وأبدعت بدون منافس في صناعة الخناجر العمانية منذ صباها، حيث اكتسبت تلك الحرفة التراثية من والدها ووالداتها وعائلتها المعروفة منذ القدم في تلك الحرفة.. فكانت عائلتهم مقصدًا لمحبي الأناقة والتقاسيم الجميلة والنقوشات المتميزة للخناجر من شتى الأماكن ليجدوا ذائقتهم لاقتناء تلك الخناجر الأصيلة.
وقد ترعرعت محفوظة في أسرة معروفة بصناعة الخناجر في الولاية، وبدأ حب تلك الحرفة عندها منذ الصغر فكان شغفها بعالم الفضيات سببًا لتحقيق حلمها في أن تنطلق نحو آفاق واسعة تسمو بطموحاتها حتى أصبحت من أبرع العمانيات في حرفة الفضيات وذاع صيتها على المستوى الخارجي لتكون لها بعد ذلك مشاركات عديدة داخل وخارج السلطنة لتبدع في تشكيل وتنفيذ وتحويل العديد من القطع الفضية إلى حلي وخناجر بجودة لا تتقنها إلا حرفية متميزة في تلك الصناعة.
وبحرص واهتمام تابعت محفوظة إبداعها لتشق طريق المستقبل نحو تأسيس أول محل لها أسمته (دار الخابورة لصناعة الفضيات) فكان مقصدًا للكثير من الزبائن العمانيين والخليجيين لينبهروا بتلك النماذج الجميلة من الخناجر المتنوعة واستطاعت أن تنال ثقة عملائها.
وشاركت محفوظة في عدة محافل دولية خارج السلطنة لتواصل طموحها وتحقق رغبتها في النجاح والتفوق وحصدت عدة جوائز ومراكز مشرفة كحصولها على المركز الأول في مسابقة الحرفي المتميز الثانية.
وتقول محفوظة البلوشية نتميز بصناعة الخناجر الباطنية الخابورية وهي نقشة متفردة بتفاصيلها ومتميزة نستخدم فيها النقش بالأقلام .. وتلك الأقلام حصرية لدى والدي وخالي واسمها (صدر وطوق الباطنية).. وكان يرغب لها الكثير من المشايخ ورجال الأعمال، حيث يبلغ سعر الصدر والطوق (٣٠٠) ريال فقط، وهي تأخذ شكل الدائرة والحلزونية، كما أستطيع أن أتفنن بجودة عالية في جميع الخناجر الأخرى كالخناجر السعيدية والصورية والنزوانية بالطلب”.
وقالت البلوشية إنها أول من قام بعمل خارطة للسلطنة وحصلت على جائزة على ذلك وأنها تعاقدت معها بعض الجهات الحكومية بعد أن تم فحص الفضة التي تستخدمها، وبعد أن تبين جودتها وأنها خالصة أُسند إليها القيام بعمل جميع المشغولات الفضية فيما يتعلق بلبس الخيول كالصريمة وأيضا لتزين الهجن في الاحتفالات والمناسبات الوطنية.