علي بن حمد البادي الحداني
نعلم جميعا أن الأمن الوطني لأي دولة ينقسم إلى شقين، شق مادي وآخر معنوي، وما يهمنا الحديث عنه في هذا المقال هو الشق المعنوي، لارتباطه بتماسك المجتمع ومستوى الروح المعنوية لدى المواطنين، وبمدى ارتباطهم بالنظام السياسي ومشاركتهم وإيمانهم بالأهداف التي يسعى النظام لتحقيقها.
وتعد الوحدة الوطنية والتماسك المجتمعي عنصرين هامين في تحقيق الأمن الوطني لبلادنا، وعلينا أن ندرك مدى خطورة التعبير عن الرأي بالصورة التي نشهدها اليوم والتي تتجاوز أحيانا الخطوط الحمراء على أمن بلادنا الوطني.
قد تتسبب بعض الآراء المنفلتة وغير المسؤولة في إضعاف قدرة بلادنا وقيادتها على مواجهة التهديدات الداخلية؛ وفي مقدمتها: تأثير تراجع أسعار النفط وتداعيات جائحة كورونا وقضايا المسرّحين والباحثين عن العمل، وكذلك التهديدات الخارجية في ظل ما تشهده المنطقة اليوم من حروب واضطرابات لم نشهد لها مثيلا من قبل.
إن الواجب الوطني يحتم علينا ويقتضي منا أن ندرك الخطر المحدق ببلادنا، وعلينا بذلك أن نوحد إرادتنا خلف قيادتنا وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه – لمواجهة هذه المخاطر من خلال التكاتف والوقوف صفا واحدا كالبنيان المرصوص في مواجهتها.