رصد- شؤون عمانية
أشارت إحصائيات شبكة كاسبرسكي الأمنية Kaspersky Security Network (KSN) بشأن تهديدات الأمن الرقمي في سلطنة عمان، إلى ارتفاع إجمالي الإصابات بالبرمجيات الخبيثة بنسبة 15% في العام 2020 مقارنة بسابقه 2019.
ومنذ بداية الجائحة، اكتشف مجرمو الإنترنت طرقًا جديدة لاستغلال المستخدمين، ما أدى إلى حدوث ارتفاعات ملحوظة في الهجمات والإصابات بأنواع مختلفة من البرمجيات الخبيثة في دول مجلس التعاون الخليجي. فبينما يعمل الأفراد ويدرسون ويتسوقون ويتعاملون مع البنوك من منازلهم، سعى المجرمون إلى تحويل تركيزهم إلى أجهزة المستخدمين، من خلال تكتيكات متطورة تشمل المرفقات والروابط الخبيثة التي توضع في رسائل البريد الإلكتروني، والبرمجيات الخبيثة القابلة للتنزيل، وغيرها، والتي إذا تُركت على الأجهزة المصابة فقد تتسبب في إبطائها أو توقفها عن العمل تمامًا. كما يمكن للبرمجيات الخبيثة حذف البيانات أو سرقتها، ما يعرّض خصوصية المستخدمين للخطر.
وشهدت عُمان زيادة ملحوظة بلغت 53% في هجمات التروجانات المصرفية، بما يتماشى مع الاتجاه العالمي في هذا الجانب والذي شهد زيادة بنسبة 29% في هذا النوع من الهجمات. وتعتبر التروجانات المصرفية واحدة من أكثر الأدوات انتشارًا لدى مجرمي الإنترنت الذين ينصبّ تركيز جهودهم على سرقة الأموال أو المعلومات المالية. وتبحث هذه التروجانات عادةً عن بيانات اعتماد دخول المستخدمين إلى حساباتهم الخاصة بالسداد الإلكتروني وإدارة أنظمة الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، لسرقة كلمات المرور المستخدمة لمرة واحدة وتمريرها إلى المجرمين. كذلك تملك بعض التروجانات المصرفية القدرة على سرقة محافظ العملات الرقمية. وقد يكون تحوّل معظم المستخدمين في الأشهر الماضية إلى طرق السداد الإلكتروني وأنظمة الخدمات المصرفية عبر الإنترنت جرّاء الجائحة المستمرة، من الأسباب التي ساهمت في زيادة هجمات التروجانات المصرفية.
وتُظهر الإحصائيات انخفاضًا بنسبة 24% في تهديدات برامج الفدية في السلطنة، إضافة إلى انخفاض قدره 50% في الإصابات التي تستهدف تعدين العملات الرقمية في البلاد، بما يتماشى مع الاتجاه العالمي الذي شهد انخفاضًا بنسبة 40% و24% على التوالي في هذين النوعين من الإصابات.
وقال ماهر يموت الباحث الأمني الأول في فريق البحث والتحليل العالمي لدى كاسبرسكي، إن مشهد التهديدات الأمنية الرقمية يتسم بالحيوية والتطوُّر وتلاحُق المستجدات، معتبرًا أن مواكبة تهديدات الأمن الرقمي “تظلّ مسألة صعبة”. ودعا الخبير الأمني المستخدمين إلى توخي الحذر في التعاملات الإلكترونية عبر الإنترنت، لا سيما عند التسوّق والدخول إلى الحسابات المصرفية والاطلاع على الفرص الاستثمارية، وأضاف: “أظهرت سلطنة عمان، بخلاف الدول الكبرى الأخرى في المنطقة، أكبر انخفاض في هجمات تعدين العملات الرقمية، بما يعكس قوّة البيئة التنظيمية وزيادة الوعي والاستعداد في الدولة”.
من جهته، أشار الدكتور فادي العلول رئيس قسم هندسة علوم الحاسوب في الجامعة الأمريكية بالشارقة، إلى أن المجرمين الإلكترونيين نجحوا منذ بداية الجائحة في إيجاد طرق جديدة لاستغلال المستخدمين، ما أدّى إلى نيل المستخدمين في دول الخليج حصتهم الطبيعية من تهديدات الإنترنت خلال العام الماضي. وقال: “من المهم أثناء تكيّفنا مع الوضع الطبيعي الجديد هذا، أن نضع في الاعتبار أهمية البقاء متيقظين ومطلعين على مختلف التهديدات الرقمية”.
*الصورة من محرك البحث العالمي (جوجل)