محمد بن عيسى البلوشي
أعتقد أن الكثير منكم قرأ كتاب سبنسر جونسون المحفز (من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي) والذي صدره في عام 1998، ودخل موسوعة أكثر الإصدارات مبيعا.
مختصر القصة في هذا الكتاب الملهم يتمحور في رمزية الشخصيات المستخدمة، التي كان الكاتب يشير إليها بداعي لفت الإنتباه إلى مكامن الأحداث-من وجهة نظري- والتي –أيضا- يشترك فيها جميع من يعيش على هذه الأرض، وهو البحث عن المحرك الأساسي لوقود اليوم وهو “الغذاء”.
الكثير من البشر يتجهون في حال وجود تطورات في معيشتهم نحو حركة تتناسب مع إمكانياتهم ومعرفتهم وإتجاه ذلك التطور أو التغيير، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه دائما: هل نستطيع أن نفكر من خارج صندوق التوقعات للتعامل مع متغيرات الحياه؟
ولربما هو سؤال نجدده لوزارة الإقتصاد الوطني يقودنا إلى أهمية أن نطرح أفكارا من خارج صندوق التوقعات نحو إحتياج الإقتصاد الوطني من المشاريع الإستراتيجية، وأيضا إيجاد مساحة وتسهيلات إضافية في القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية، ودعم قطاع اللوجيستي والتجاري بما يضمن دخول أموال جديدة إلى دورة الإقتصاد الوطني.
أعتقد أن إقتصادنا المحلي متعطش إلى وجود مصانع للسيارات وقطع الغيار ومصانع لأدوات البناء الأساسية وأيضا المواد الصحية والطبية، ليست لتوفيرها للسوق المحلي فحسب، بل لتصديرها إلى الأسواق المهتمة والناشئة والتي نصل إليها بسرعة وكفاءة عالية جدا.
إننا بحاجة إلى عقد شراكات إستراتيجية مع شركات عالمية عملاقة كي تنشئ مصانعها في الدقم. وأعتقد أن إقتصادنا متلهف إلى تطوير فكرة العمل إلى فكرة الإنتاجية كي لا تستكين إلى ما عندها من إمكانات، وتفكر إلى إيجاد موارد إقتصادية إضافية حقيقية ومستدامة.
إن على إعلامنا المحلي أن يوجد برامج تنويرية معززة للإنتاج والتصنيع والعمل والإبتكار، وأيضا هناك دور مهم يقع على وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي بإيجاد برامج تطور وتوسع إمكانية التفكير من خارج الصندوق لمخرجات سوق العمل، فالجميع سواسية أمام تعزيز الإنتاجية.
لا تزال قصة قطعة الجبن التي تحركت هي محل إهتمام الإبتكار العلمي، ونستطيع أن نصل إلى حقيقة مفادها أننا سنتجاوز تحدياتنا بمواجهة مخاوفنا وتحركنا نحو تبديدها بالمعرفة والابتكار والتجربة والعلم والعمل والإنتاج على المستويين الفردي والمؤسسي.