مروة بنت سيف العبرية
ما إن بدأ العالم يتنفس الصعداء قليلا بعد مباشرة عمليات التطعيم ضد فيروس كورونا كوفيد-19، إلا وظهرت سلالات جديدة لهذا الفيروس مصدرها من المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، ثم تسللت إلى الكثير من دول العالم، وهذه السلالات أسرع انتشارا من كورونا الذي ظهر في مدينة “ووهان” الصينية ليعم كل بقعة في هذه الأرض.
سلطنة عمان ليست بمنأى عن هذا الأمر، فوزارة الصحة أكدت وجود إصابات بالفيروس واشتباه بأرقام تصل إلى قرابة 100 حالة، ولا يستبعد أن يكون الارتفاع خلال الآونة الأخيرة يعزى إلى السلالات الجديدة.
وفي ظل ارتفاع الإصابات بعد مرحلة من الانخفاض، تسلل القلق إلى اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، فبدأت شد الأحزمة مقررة إغلاق المنافذ البرية، وإجراءات أخرى تمنع التجمعات بمختلف أنواعها.
تخطو السلطنة خطوات سريعة في عمليات التطعيم وإن توقف ذلك قليلا نظير تأخر شركة “فايزر بيونتك” في إيصال اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وهو أمر جاء نتيجة الضغط العالمي في طلب اللقاح، في وقت وصلت فيه جرعات تقدر بمائة ألف من لقاح “أكسفورد أسترازينكا”، وهو مصنع في معهد الأمصال واللقاحات في الهند، والذي يعد من أكبر المصانع على المستوى العالمي، كما أن تعامل السلطنة مع الشركة المصنعة ليس بجديد، حيث كانت تستورد منها أدوية ولقاحات في وقت سابق، في ظل تأكيدات وزارة الصحة أن اللقاح مأمون وقد استكمل الإجراءات المتعلقة بالتجارب السريرية والدراسات العلمية.
السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا يستهتر البعض بالإجراءات الوقائية؟!، أليس الرحيل خير واعظ، فكم من الأشخاص كانوا بيننا ولكن “كورونا” قال كلمته، وكم من شخص تسبب في إيصال الكثيرين إلى العناية المركزة؟!، فليكن الجميع صفا واحدا كبنيان مرصوص، لكي نعود لحياتنا الطبيعية.