مريم الشكيلية
عندما تستعد لكتابة مقال، تبدأ في ترتيب الأفكار والكلمات في ذهنك لتسطرها على الورق، أما اليوم وأثناء كتابتي هذا المقال، أشعر أن قلمي مرتبك وفكري مرتبك، ليس لأنها المرة الأولى في كتابة المقالات فقد سبق لي كتابة مقالات كثيرة، ولكن هذه المرة أكتب أو أحاول أن أنصف بقلمي هذا سيدة جليلة وأم وطن عظيم.
أحاول أن أقترب بقلمي من القلب الرحيم واليد المعطاءة والقوة الناعمة لهذا الوطن، إنها السيدة الجليلة عهد بنت عبد الله البوسعيدية، حرم جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه-، آملا من خلال هذه السطور أن أسلط الضوء على القلب العطوف لسيدة المكانة الرفيعة والعطاء العفوي.
السيدة الجليلة التي تسعى جاهدة منذ اليوم الأول للعهد السعيد، منذ تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، أن تغدق على أبناء هذا الوطن العزيز جميل نبلها وعطفها، فما رأيناه وما وصل إلى مسامعنا من شهامة وكرم هذه السيدة الجليلة والتي تسعى بيدها وقلبها وفكرها لبث الطمأنينة ومد يد العون والمسح على قلوب أبناء الوطن باللطف، كل هذه الأمور تبعث فينا جميعا سعادة الطمأنينة والسكينة والأمل بأن الله تعالى قد أنعم علينا وعلى عمان من عطاياه الكثير، وأن النعم أحيانا -بل كثيرا- ما تكون على هيئة بشر وعلى هيئة قلب يقترب منا ويعيننا على معتركات وأقدار الحياة.
إنني أرى وبجهد بصيرتي المتواضعة أن القوة الناعمة التي كثيرا ما تسمى بها الجانب القوي والهادئ والذي يكون هو عصب وعمود لتقدم وازدهار وقوة هذه البلدان، أنا أراها في سيدات عمان الجليلات على مر العصور والأزمان، وعلى مدار الحقب المتعاقبة لعمان الكثير والكثير من الأمثلة على نماذج سيدات عمان.
ومن هذه الأمثلة على ما نذكره، سيدات أسرة البوسعيد العريقة، نذكر هنا السيدة موزة بنت أحمد البوسعيدية التي حافظت بحكمتها وحنكتها السياسية على استتاب الحكم في البلاد.
وفي عصر النهضة المباركة نستذكر السيدة الجليلة ميزون بنت أحمد المعشنية، والدة المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- والدور الذي قامت به من الدعم والمساندة لجلالة السلطان قابوس من جهة وممارسة دورها كأم للجميع، تعين وتساعد وتبذل لأبناء عمان.
والآن السيدة الجليلة عهد حرم جلالة السلطان هيثم تستكمل هذا الدور النبيل، فهي من جهة تعين جلالة السلطان على حمل الأمانة الملقاة عليه، ومن جهة أخرى تجوب عمان لمد يد العون لمن يحتاجها بلطف القلب وسماحة النفس.
هؤلاء هن سيدات عمان الجليلات اللاتي يمنحن بسخاء ويعطين بلا صوت ولا ضجيج إعلامي، هذه العفوية في العطاء سمة من سمات هذه الأسرة الكريمة، واليوم وبعد سنوات يعود اسم ودور السيدة الجليلة يتردد على مسامع هذا الوطن العزيز، سيدة جليلة بعفوية الأم لأبناء هذا الوطن العزيز وهي تغدق بعطائها للصغير قبل الكبير، تنثر العون والسند هنا وهناك بكل عطاء ونبل خلق وبمحبه قلب عطوف معطاء.
حفظ الله جلالة السلطان هيثم المفدى ومتعه بدوام العافية، وحفظ الله السيدة الجليلة، وأدامها سندا لهذا الوطن العظيم ، وهيّأ لعمان وشعبها أسباب العزة والكرامة.