شؤون عمانية- مروه بنت سيف العبرية
لا تقتصر الصورة على تخليد ذكرى معينة، بل قد تحكي هذه الصورة تاريخا لدولة ما أو توثق حضارة الأمم، وعلى هذا النهج سخّر المصور خميس المحاربي موهبته لتوثيق حضارة عمان وتاريخها.
لم يترك “المحاربي” صوره مبعثرة، بل جمعها في كتاب بعنوان “عمان قوافي من السماء” ليظهر روعة الطبيعة العمانية وتاريخها العريق في مختلف الولايات.
واستغرق تصوير هذا الكتاب أكثر من 23 سنة، في حين استمر التحضير له وإخراجه 3 سنوات، والتقطت صوره جوا باستخدام الطائرة العمودية، ليضم الكتاب صورا تعود إلى عام 1990.
بداية المشوار
موهبة خميس المحاربي بدأت مبكرا، ففي مرحلة الثانوية حصل على كاميرا ليطلق العنان لعدسته التي تلتقط كل ما تراه جميلا، ليصبح بعد ذلك مصورا محترفا.
وخلال رحلة التصوير، خاض “المحاربي” العديد من التجارب مع زملائه وطور مهاراته من خلال الدورات العلمية والتطبيقات العملية.
كتاب عمان قوافي من السماء
وفيما يخص التجربة المميزة لإصدار كتابه المصور، قال: “في بداية الأمر كان لدي العديد من الإصدارات السابقة، وأغلبها كانت مكلفة جدًا، لكن تجربتي في كتاب عمان قوافي من السماء كانت جدًا مفيدة حيث قمت بطباعته في عمان، ووجدت أن الطباعة في عمان أفضل بكثير”.
وأشار في حديثه مع صحيفة “شؤون عمانية” إلى أنه استفاد من الكثير من زملائه المصورين، موجها الشكر إلى المصور محمد الوضاحي الذي ساعده في بداية مشواره وكيفية استخدام الكاميرا والتقاط الصور الاحترافية، وكذلك كل من سيف الهنائي، وعبد الرحمن الهنائي، وإبراهيم القاسمي ومحمد المهدي، وسالم الهاشلي.
الإمكانيات المادية والمصور الناجح
يعتقد خميس المحاربي أن الإمكانيات المادية ليس لها دورًا كبيرًا في ظهور المصور المبدع، لأن الرغبة والحماس الداخلي في الإنسان وإيمانه بقدراته هي أساس الموهبة، موضحا: “ليس من الضروري أن يأخذ المصور في بداية مشواره كاميرا غالية، كما أن هناك الكثير من الناس الذين يبدؤون بالتصوير عن طريق هواتفهم، وبعد اكتشافهم لقدراتهم وابداعاتهم في التصوير يأخذون كاميرات احترافية متطورة وأيضا بأسعار مناسبة”.
وفيما يتعلق بالمميزات التي يتسم بها المصور الناجح أنه يجب على المصور أن يتحلى بالرغبة والشغف في التصوير الفوتوغرافي لهذه المشاهد الذي يصورها، وأن يحافظ على أدواته كأنها جزء منه.
ونصح المبتدئين بضرورة تعلم أساسيات التصوير الفوتوغرافي، ومتابعة أعمال المصورين، واستثمار الإمكانيات والقدرات في خلق صورة جميلة، مضيفا: “لا بد من المصور أن تكون لديه الفطنة والقدرة على استنباط الأمور واقتناص اللحظة الحاسمة عند تصوير المناظر الطبيعية أو الناس خاصة الصور النادرة التي لا تتكرر دائمًا أمام عدسة المصور، وأن يحضر المصور بصورة مستمرة إلى ملتقيات التصوير الفوتوغرافي والاستفادة من تجارب المصورين”.
صعوبات وتحديات
وبالنسبة للتحديات التي واجهت خميس في تدشين كتاب “عمان قوافي من السماء”، ذكر أنه واجه العديد من التحديات مثل ضرورة تغطية كافة ولايات السلطنة الأمر الذي جعله يستغرق أعواما عديدة لإصدار الكتاب.
ولفت إلى أنه “كان هناك تحدي كبير في أن يشمل هذا الكتاب جميع ولايات السلطنة حوالي 60 ولاية، بالإضافة إلى ذلك أن الكتاب مُكلف وبالتالي وجدت تحديًا في إيجاد تمويل لهذا الكتاب، ولكن بحمد لله وجدت شركات داعمة لهذا الكتاب”.
طموحات وأحلام
أما فيما يتعلق بطموحاته في هذا المجال، فقال إن طموحاته ليس لها حدود، ويجد أن إصداره لكتاب “عمان قوافي من السماء” شجعه لإصدارات أخرى قادمة، مضيفا “أطمح أن أنطلق مرة أخرى في تصوير المشاهد الجميلة في عمان مرة أخرى بزوايا مختلفة كما إنني أطمح إلى استثمار أرشيف الصور التابعة لي حيث هناك العديد من الصور النادرة التي تخص عمان”.