فايزة محمد
يصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى لتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في السلطنة إيذانا ببدء مرحلة جديدة في التاريخ العماني المعاصر وهي النهضة المتجددة التي تواصل طريق النهضة الأولى التي أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد –رحمه الله-.
لقد كان عاما صعبا بكل المقاييس، لم يكد العمانيون يفيقون من صدمتهم بفقدان السلطان الراحل –رحمه الله- وبدء النهضة المتجددة بقيادة سلطان البلاد المفدى –أعزه الله- حتى اجتاح العالم جائحة كورونا (كوفيد 19)، ولم تكن السلطنة بمعزل عن بقية دول العالم في التأثر بهذه الجائحة التي تسببت في إغلاق أغلب الأنشطة الاقتصادية والتجارية والثقافية والترفيهية، مما كان لها الأثر السلبي على جميع القطاعات في السلطنة ومنها بطبيعة الحال القطاع الاقتصادي.
في المقابل، وجد العمانيون اهتماما ساميا من جلالة السلطان هيثم المعظم للعبور من محنة هذه الجائحة، فتفضل في مارس 2020 بإصدار أوامره السامية بتشكيل لجنة عليا برئاسة معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية وعضوية عدد من أصحاب المعالي والسعادة، تتولى بحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار هذا الفيروس، وذلك في ضوء المعطيات والمؤشرات الصحية المستجدة وما يصدر عن منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن.
وقد قامت السلطنة بتقديم حزمة من الإجراءات والتدابير الاقتصادية لمواجهة تداعيات فيروس كورونا ومنها تقديم حوافز بقيمة 8 مليارات ريال عماني حسب تصريح معالي الدكتور سعيد الصقري لتلفزيون سلطنة عمان بتاريخ 24 ديسمبر 2020م.
وبعد جائحة كورونا جاء انهيار أسعار النفط الذي أثر على دول العالم وخاصة دول المنطقة التي يعتمد اقتصادها بشكل أساسي على البترول.
ولكن رغم جميع هذه الظروف والتحديات، فقد استطاعت السلطنة تحت ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم أن تتخطى جميع هذه الصعوبات الاقتصادية وتحقق إنجازات في زمن قياسي منها: المرسوم سلطاني رقم 70 / 2020 بشأن الجهاز الإداري للدولة، والمرسوم السلطاني رقم 111 / 2020 بتشكيل مجلس الوزراء، كما أبدى جلالته مباركته السامية الكريمة على خطة التوازن المالي متوسطة المدى (2020 – 2040م) التي قامت الحكومة بوضعها، بهدف تحقيق الاستدامة المالية والتوازن المالي بين الإيرادات والنفقات العامة مع نهاية عام 2024 م، وتهيئة الظروف المالية الداعمة لانطلاق الرؤية الوطنية “عُمان 2040”. وفي هذا السياق أسدى جلالته -أعزّه الله- توجيهاته السامية بالإسراع في بناء نظام وطني متكامل للحماية الاجتماعية بهدف ضمان حماية ذوي الدخل المحدود وأسر الضمان الاجتماعي من أي تأثيرات متوقعة جراء تطبيق ما تضمنته الخطة من تدابير وإجراءات.
إن السلطنة تتطلع بقيادة جلالة السلطان المعظم –حفظه الله- إلى مواصلة نهضتها المتجددة برؤية عصرية تقوم على الاهتمام بالمواطن العماني وتطلعاته وإلى التنوع الاقتصادي وبناء نهضة ثقافية تستمد جذورها من التاريخ العماني العريق وتشجيع الشباب والاهتمام بهم وتشجيع الاستثمار الخارجي وإلى العمل مع دول العالم على تحقيق السلم والأمن الدوليين.