الكاتبة: أسماء سويد*
غاليتي.. ملهمتي..
إذا أردت أن تغيّري من حولك؛ فعليك أن تبدئي من الداخل، من ذاتك أنت..
وبعد تلك الجلسة، التي طرحتي فيها الأسئلة المصيرية، من أنا؟ ماذا أريد؟ كيف أصل لما أريد؟ كيف أتجاوز عقباتي؟ ماهي أدواري؟ ما هي نقاط الضعف والقوة وكيف أطورها، وماهي بصمتي في هذه الحياة؟
وبعد أن وعيت قيود المجتمع من حولك، التي تعوق مسيرك ووصولك لما تطمحين وتحلمين؛ تحتاجين الآن أن ترممي علاقتك بنفسك، فمن لا يجيد تقبّل نفسه وحبها وتطويرها؛ لن يستطيع أن يتقبل الأخرين أو يتعامل معهم بشكل صحيح.
وهنا سؤال يطرح نفسه وبقوة، متى كانت آخر مرة جلست مع ذاتك جلسة حبٍ ودعم.. جلسة تقبّلٍ ومسامحة ؟
إذا كنت لم تخصصي لنفسك تلك الجلسة، فقد آن الأوان لذلك.. حددي موعدا مع نفسك، وليكن التزامك به مقدّسا، فهي تستحق أن توليها الاهتمام، وإليك بعض مما رأيته يتناسب مع تلك النفس التي أهملتها ونسيتها في طيات المشاغل والضغوط:
– أوقفي انتقادها وتقبّلِيها، فالنقد لا يغيّر إلا اتجاه السلبية والإحباط.
– سامحيها وانسي الماضي، فقد فعلت أفضل ما لديك وقتها، وأنت الآن خبرتِ الحياة وتعلمت.
– لا ترهبي نفسك بمعتقدات خاطئة أو سلبية أو قاسية، وابحثي عن طرق تمنحك السكن والاستقرار النفسي، لتصلي إلى السلام، وبدّلي بمشاعر الخوف مشاعر الرضا والسرور.
– امدحي نفسك وركزي على الإيجابيات، فالانتقاد واللوم يؤدي إلى انهيار الروح، وأخبريها بقدرتها على تحقيق طموحها وأحقيتها بكل ما هو جميل.
– ادعمي نفسك دوما وشجّعيها بكلمات أو مكافئات، حوّطي نفسك بالمحبين لك دوما والناجحين، وزيدي حجم علاقاتك بالطيبين الإيجابيين.
– تقبلي سلبياتك وأحبيها، واكتشفي الأسلوب الجديد لتتجاوزيها وتطويريها، وانبذي كل طريقة قديمة أحبطتك ووجهت لك اللوم أو النقد.
– دللي نفسك عند تحقيقك جزءا مما تطمحي إليه.. دلليها بما تحب وترغب.
– نفّسي عن نفسك وفرّغي شحنات الغضب واليأس والإحباط – ففي الحياة اليومية ما يكرس الطاقات السلبية فينا – اكتشفي ما يسعدك ويعينك على تفريغ تلك الشحنات وابدئي من جديد.
نفسك غالية، أحبيها وقدريها.. وتصالحي معها ادعميها وشجّعيها.. عامليها كطفلة مدللة تستحق منك ما هو جميل ونفيس؛ لتكون لك سندًا ودعمًا ..لتكون لك متنفسًا وحبًا.. لأنك الأنثى.. والملهمة.. لأنك الأمة.. لأنك تستحقين.
* كاتبة ومدربة في تطوير الذات