مريم الشكيلية
قد تستغرب أيها القارئ الكريم عن موضوع المقال، ومن الممكن أن يجده البعض موضوعا سطحيا لا يرقى للحديث عنه في ظل وجود موضوعات أخرى أهم، لكنني أرى أنه موضوع هام جدا، لا يقل أهمية عن أي موضوع آخر، وسوف أذكر السبب في السطور التالية.
بداية، أريد أن أذكر أنني لست انحيازية في هذا المقال، أو أنني أكتبه لتبني فكر معين قد يرفضه آخرون, لا أبدا، كل ما في الأمر أنني أردت فقط أن أسلط الضوء على موضوع دائما ما أراه هاما يستحق أن نلفت نظر القارئ إليه.
عند كل الناس باختلاف شرائحهم وجنسياتهم وأعراقهم وهنا أيضا في مجتمعنا أول ما يفكر فيه الأب والأم وهم على مشارف استقبال مولود جديد، هو الاسم الذي سوف يحمله ويعرفه به الناس.
والأسماء التي يحملها الأبناء منذ ولادتهم، ليست مجرد علامة كما يدعي البعض، بل إن الاسم هو بداية تعريفه به أولا، وثانيا هي بداية لتكوين شخصية الإنسان، وليس مجرد علامة، وهذا الرأي هو من أخطر الآراء في نظري لأننا نستهين بما يخلفه الاسم من تبعات وما يتركه من تكوين في الشخصية.
كيف يختار الأب والأم أسماء أبنائهم الجدد؟! هناك فئة من المجتمع ما زالت متمسكة بالأسماء السابقة والمعروفة والأسماء البسيطة في معناها وهي أسماء في البيئة العمانية والمتداولة في فترة معينة، والبعض الآخر متمسك بالأسماء الدينية كأسماء الأنبياء والصحابة وغيرهم، وآخرون يبحثون عن الجديد والحداثة حتى أنه قد يخرج من دائرة أسماء بيئته ومجتمعه ويتجه نحو مجتمعات أخرى لاختيار اسم من أسماء هذه البيئة أو المجتمع ويبحث عن الأسماء النادرة والغريبة في نظره ليكون اسم طفله مميزا عن غيره.
في نظري أن أي اتجاه من هذه الاتجاهات مصدرها فكر الآباء وقناعتهم وأفكارهم، والبعض الآخر نابع من مدى تأثره بالحداثة والمجتمعات الأخرى، وهذا التأثر لم يقتصر على الوالدين فقط، وإنما امتد إلى أبنائه من ناحية الأسماء التي يختارونها لهم، والبعض الآخر نجد تأثره بالأبطال، إما أبطال من قصص التاريخ والمعارك أو أبطال لحضارات وأسماء ملوك.
واللافت للنظر أن البعض يتأثر بأسماء أبطال في قصص تلفزيونية أو مشاهير أو أبناء مشاهير أما لتقليدهم أو إعجابهم بهذه الفئة من المشاهير .
إن اختيار اسم جميل ولائق للطفل هو حق من حقوقه ولزام على الآباء أن يختاروا الاسم الذي يحفظ لطفلهم كرامته وافتخاره وإعجابه بإسمه، ولذا حثنا ديننا الحنيف أن نختار الاسم الجيد للطفل وليست الأسماء التي لا تتناسب معه وقد تأثر عليه نفسياًد واجتماعيا، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على مدى حرص ديننا الإسلامي على أهمية الأاسم لأنه واجهة للطفل.
وإنني أستغرب من البعض يهتم بالمعنى أكثر من الإسم وكأن الناس سوف ينادونه بالمعنى وليس الاسم نفسه أو إنهم يهتمون بالإسم دون المعنى، لأن بعض معاني الأسماء تدل في معانيها ما يخالف ويمس إما العقيدة أو المعتقد أو أنه غير لائق أخلاقيا، ومجتمعيا، والأسماء أو معانيها إن لم تكن لائقة إما لغرابتها أو ندرتها من الممكن أن تسبب التنمر والمضايقات للطفل وهذا عبء سيحمله الطفل بمفرده ويحمل تبعاته وسيؤدي إلى نتائج مخيفة للطفل ولعائلته .
ولهذا يجب علينا أن نكون على وعي كافي في اختيار أسماء أطفالنا ونفكر في الإسم ليس فقط كبرواز لنا ولطفلنا وإنما بحق الطفل أولا وقبل كل شي.