وفاء بنت سالم
في آخر يوم جمعة لهذا العام ،خرجت الساعة التاسعة صباحا أمشي بين الأسواق القريبة من الفندق ،على كل حال كل طرقات شيراز تضم المحلات بأنواعها ،الحدائق والمطاعم ، تستطيع رؤية بعض الباعة يفترشون الأرض ،اقتربت من أحدهم وهو شيخ سبعيني وبينما كنت أُقلب في بضاعته سألني بإنجليزية مكسرة :تريدين شراء قميص لحبيب أم أب ؟أجبته بإبتسامة :لوالد أبنائي..
وبينما هممت بمد بطاقة الدفع له ،بادرني بسؤال اخر :عربية ؟ قلت :نعم ..قال: من أي عرب أنتِ ؟
قلت: من عُمان ، ابتسم قائلًا: أهلا بأكثر سكان العالم هدوءًا ثم دعا للمغفور له السلطان قابوس، ودعته شاكرة وتوجهت للفندق بعد أن اكملت ساعة كاملة من المشي ..
في المساء خرجت برفقة صديقتي ارزو لزيارة قلعة كريم خان الزندي، وهي قلعة تاريخية مشهورة ،والحقيقة ان هذه القلعة الى جانب كونها قصر وسكن كريم خان زند حاكم كردي و مؤسس الدولة الزندية فهي ايضا كانت سجنًا . لذلك تستطيع ان ترى المزج المعماري فيها بين جمعها لتكون سكنا وسجنا فالجدران الخارجية كما تلاحظ توضح انها قلعة معسكرات ..
الحقيقة لا أحب الابنية التي تمثل السجون والمعتقلات ،لذلك كانت جولتي مقتضبة ..اكتفيت يأن أُنهيها بشراء ايسكريم شيرازي بنكهة الزعفران لأعود بأدراجي بعدها لشقتي الفندقية ..
درجة الحرارة هذا اليوم ٧ درجة سيليزية وهي درجة تشبه درجات الحرارة في شتاء جعلان ،غير ان برودة شتاء شيراز تتعب القلب وبرودة جعلان تتعب العظام ..