شؤون عمانية- راحيل الزعابية
تحلى الشاب خالد الحوسني بروح المغامرة والإصرار على تحقيق الذات والإيمان بالمهارات والقدرات الشخصية، ليقتحم مجال ريادة الأعمال ويتعرض للكثير من الخسائر، لكن وثوقه في الوصول إلى حلمه يوما لم يثنه عن الابتعاد عن مجال العمل الحر.
كان “الحوسني” مديرا في أحد البنوك فقرر تقديم استقالته والبدء في تأسيس مشروع خاص مع صديق برازيلي، وحقق كثيرا من الإنجازات على مدار عامين قبل أن يرى بعينيه مشروعه وحلمه يحترق بالنيران.
احترق المصنع والمشروع ولم تحترق آماله وطموحاته، وأعاد تأسيس المصنع مرة أخرى وباع كل الممتلكات التي يدّخرها للنهوض مرة أخرى والتغلب على هذه العقبة، حتى تمكن من الوصول إلى أحد النماذج الملهمة للشباب في مجال ريادة الأعمال.
بداية خالد الحوسني في العمل الحر
كانت مجال ريادة الأعمال وفكرة تأسيس المشروع الخاص تراود خالد الحوسني بشكل مستمر أثناء عمله مديرا في أحد البنوك، وفي عام 2011 اتخذ قراره بالاستقالة وأسس شركته وتوسع عمله ليقيم مصنعا كبيرا للبلاستيك.
لم يكن خالد صاحب مشروع تقليدي، بل استطاع أن يطور من نفسه ويتغلب على العقبات التي تواجهه ليكون مثالا للشاب الناجح حتى حصد جائزة أفضل رائد أعمال في سلطنة عمان.
عقبات في طريق النجاح
لم يكن طريق خالد الحوسني مفروشا بالورود، بل واجهته الكثير من المصاعب والتحديات، كان بدايتها انتقاله من عمله في القطاع المالي إلى القطاع الصناعي متحديا نفسه لكي يثبت أنه قادر على اقتحام مجال ريادة الأعمال.
استطاع الحوسني أن يدرس مجال العمل الحر جيدا وألم بكل المعلومات التي تمكنه من الاعتماد على نفسه وتأسيس شركته الخاصة وتأسيس مصنع البلاستيك.
وذكر “الحوسني” أن أكبر تحدي واجهه كان في عام 2015 عندما وصل المصنع إلى قيمة عالية وشب فيه حريق هائل بسبب أعطال المكيفات ما أدى لاحتراق المصنع بالكامل وخسارة كل شيء.
وأضاف أن هذا الحريق الذي التهم كل شيء لم يفقده طموحه وعزيمته بل زاد إصراره على استكمال المشوار، وفي اليوم الثاني من الحريق بدأ في التكفير في خطة بديلة لنقل المصنع إلى مكان أكثر أمانا والبدء من جديد.
جائزة أفضل رائد أعمال
عبر رائد الأعمال، خالد الحوسني، عن سعادته بالحصول على جائزة أفضل رائد أعمال، موضحا أنها حملته العديد من المسؤوليات تجاه وطنه وأعطته دافعا للاستمرار في العطاء وتقديم الأفضل.
وقال إن حصوله على الجائزة جاء بعد كفاح ونجاح استمر لعشرة سنوات مليئة بالجهد والعطاء والمثابرة، وأن الجائزة أكملت مسيرته كرائد أعمال وشخص يحب وطنه ويعمل من أجله.
أما فيما يخص طموحاته المستقبلية، فذكر أن طموحاته كبيرة وغير محدودة، ويخطط لأن يكون لديه مجمعات للصناعات البلاستيكية، وأن يُساعد الشباب العمانيين في ريادة الأعمال.
الجهات الداعمة
وعن أبرز الجهات الداعمة لرواد الأعمال في السلطنة، أوضح “الحوسني” أن سلطنة عمان تعتبر بيئة خصبة جدًا في ريادة الاعمال، وكل الشركات سواء كانت حكومية أو شركات خاصة فهي داعمة ومساندة لرواد الأعمال في السلطنة.
وعن رأيه حول أهم الاستراتيجيات الأكثر فاعلية لظهور كفاءات عالية في ريادة الأعمال، أشار إلى أنه لا بد من تمكين الشباب العماني من الانطلاق في ريادة الأعمال وتدريبه والتسويق لمشروعاته، مضيفا: “يجب أن يضع رائد الأعمال أمام نظره أن ليس كل شيء سيكون سهلًا فلابد أن يعلم أنه سيواجه تحديات كبيرة جدَا، كما يحتاج أيضًا أن يكون لديه تخطيط ومثابرة وتطوير”.
مفتاح ريادة الأعمال
أكد خالد الحوسني أن أساس أي مشروع هو دراسة الجدوى الحقيقية، معتبرا أنها تمكن الفرد من معرفة نقاط القوة والضعف، أما المشروعات الصغيرة فتحتاج إلى دراسة فنية ومالية جيدة.
وعن بداية دخول مجال ريادة الأعمال قال: “القرار الذي يتخذه الشخص حول المشروع الذي يريد أن يبدأ فيه، والبداية لانطلاقته هي من أهم الصعوبات التي سوف تواجهه، كذلك سيواجه تحديًا كيف ينطلق بهذا المشروع ويطوره بشكل مستمر، وهناك تحديات تتعلق بالتراخيص والتمويل الكافي”.
ريادة الأعمال سلاح ذو حدين
ويرى “الحوسني” أن ريادة الأعمال تعد سلاح ذو حدين، حيث أن البعض يدخل هذا المجال وهو غير متمكن من ذاته فيسوء حاله ويخسر الكثير، لكن المعظم يدخلون المجال ويثبتون كفاءتهم فيه.
ولفت إلى أن ريادة الأعمال تساعد في حل مشكلة البطالة والتخلص منها، بشرط أن يُثقف الشخص نفسه ويطور مهاراته ويتصيد الفرص ويختار المشروع الذي يساعده على النجاح.
نصائح للشباب
ووجه خالد الحوسني عدة نصائح للشباب الراغبين في دخول مجال ريادة الأعمال وهي:
عمان بيئة خصبة جدًا في ريادة الأعمال ولديها الأسس الحقيقية في تطوير وتعزيز ريادة الأعمال فاغتنم هذه الفرصة.
كل شابٍ يريد أن يدخل في ريادة الأعمال لا بد أن يثقف نفسه أولًا ويختار المشروع الذي يريد أن ينطلق منه ويكون صبورًا فيه ويعطي اهتمامًا كبيراً له، ويأخذ النصيحة والمشورة من ذوي الخبرة.