مروه بنت سيف العبرية
الزكاة أهم أركان الإسلام بعد الصلاة، وقد ذكرت في القرآن الكريم في 23 موضعا وفي العديد من الأحاديث، وهي بهذا الوضع وبهذه المنزلة الرفيعة جديرة بأن تحظى باهتمام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية من خلال توضيح فضائل إخراجها عبر الحملات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعية، وحث القادرين عليها عبر اللجان والجمعيات وغيرها من المؤسسات الخيرية والتطوعية والرسمية.
إن ما نشهده ونعيشه اليوم من إسقاطات الجائحة على سبيل المثال وتعطل الكثير من الأعمال وانقطاع الأجور وتوقف مصالح الناس، وما نتج عن ذلك من انعكاسات اقتصادية أثرت على شرائح واسعة من المجتمع، هنا وفي هذا المنعطف تأتي الزكاة لتلعب دورا محوريا في تغطية احتياجات بعض الفئات المتضررة من الأزمة ومن الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد والعالم بأسره.
وإذا كنا قد أوضحنا بأن الإعلام الديني والرسمي والاجتماعي مقصر في إيضاح فوائدها فإن هناك أغنياء لا يعلمون ماهيتها ولا كيفية إخراجها ومتى يحول الحول على أموالهم وكيف تُطهّر بالزكاة.
هنا يتوجب علينا تقديم يد المساعدة لهم من قبل الجهة المختصة، فكون أن الزكاة تؤخذ من الأغنياء وتعطى للفقراء فهذا عمل كبير تضطلع به بالتأكيد تلك الجهة المسؤولة عنها في الدنيا والآخرة.
وبما أن الزكاة هي قمة سنام الصدقات فإن للقائمين عليها نصيب معلوم، وبذلك الوصف لن تكلف الجهات الرسمية عناء إيجاد مورد مالي ليغطي تكاليف السعي لجمعها، فقط الأمر يحتاج بعض من الإرادة وقبس من الإيمان.
بالفعل لم نشاهد أي برامج إعلامية أو إعلانات أو تغريدات أو مقالات أو في خطب يوم الجمعة ما يحث الناس على إخراج الزكاة، كأنها أمست نسيا منسيا والعياذ بالله، فهل هناك أمر آخر أعظم من هذا الأمر الإلهي.
ربما هناك بعض الجهود البسيطة والندوات المحدودة في نطاق الاتصال المباشر، رغما أن هذا الاتصال لم يعد فعالا وسط غابة المجتمع الرقمي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعية وأهميتها في التأثير على نطاق واسع وبضغطة زر واحدة، وهو ما يجب على الوزارة أن تعيه بأن التوعية الإعلامية الآن لها وسائلها الحديثة وتقنياتها الإلكترونية الفاعلة.
نتطلع من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن تولى اهتماما أكبر بالتوعية الإعلامية حول الزكاة وأهميتها للفرد والمجتمع، إذ لا بد من السعي بنحو جدي لتخفيف الأعباء عن الكثير من المحتاجين من خلال توسيع التوعية باستخدام الوسائل الحديثة وإيجاد برامج واضحة للحث عليها.