شؤون عمانية- راحيل الزعابية
بدأت قصتها مع الجبال منذ عام 2015م حينما اتجهت إلى جبل “كلمنجارو” في تنزانيا، حيث تعرفت على الجبال لأول مرة في حياتها هناك، وفي عام 2017م التقت بالراحل خالد السيابي لتكتب قصته كأول عماني يتسلق قمة جبل “إيفرست”، حتى يصل بها الحال إلى أن نكتب قصتها اليوم كأول عمانية تتسلق قمة جبل إيفرست، إنها نظيرة الحارثية.
تعمل نظيرة مديرة لدائرة المواطنة في مكتب وزير التربية والتعليم، وحاصلة أكاديميا على الماجستير في الجغرافيا من جامعة السلطان قابوس، أجرينا معها هذا الحوار لنتعرف عن قرب على هذه المرأة العمانية التي حققت إنجازا كبيرا بتسلق قمة أكبر جبل في العالم.
كيف بدأت قصتك مع تسلق الجبال؟
بدأت قصتي مع التسلق في عام 2015م، وذلك عندما كنت مسؤولة عن مجموعة من الطلبة والمعلمين ضمن برنامج دولي علمي معني بالبيئة، حيث كان الطلاب يصعدون إلى جبل “كلمنجارو” في تنزانيا وأثناء صعودهم يقومون بجمع بيانات علمية مختلفة.
هناك تعرفت على الجبال لأول مرة في حياتي، وفي عام 2017م كنا نعمل على مشروع إعداد كتاب عن بعض العمانيين المنجزين وكان من بين هؤلاء المرحوم خالد السيابي وهو أول عماني تسلق جبل “إيفرست”، وأثناء مقابلته لكتابة قصة عنه أخبرنا عن رحلته إلى جبل “إيفرست”، وفي الحقيقة أن قصته ألهمتني بشكل كبير، وفي نفس اليوم الذي قابلته قررت أني سوف أصعد إلى قمة جبل “إيفرست”، وبالفعل تمكنت من ذلك.
هل الصعود إلى قمة جبل إيفرست أمر سهل أم به الكثير من المخاطر؟
الأمر ليس سهلا، وكنت حريصة على الانضمام إلى شركة جيدة ولها سمعة قوية ولم تسبق أن تعرضت لحوادث سابقة، وأن تكون مع رفقة متخذة كافة الإجراءات الاحترازية، وكنت على علم بخطورة تسلق هذا الجبل.
كنت أدرس تخصص الجغرافيا فكنت ملمة بمخاطر الطبيعة، ولم أترك موضوع الخطورة أن يؤثر على استعدادي للتسلق، بالعكس أنا واجهت هذا الموضوع برغبتي الكبيرة بوصولي إلى قمة الجبل.
ما هو شعورك بعدما وصلتي إلى قمة الجبل؟
الرغم من التعب الذي وصلت إليه إلا إنني عندما وصلت إلى قمة الجبل شعرت أن جسمي امتلأ طاقة من جديد، ونسيت كل ذلك التعب، واكتشفت لأول مرة في حياتي أن الأحلام تتحقق ولكن ليس بسهولة.
وما هي التحديات التي واجهتك؟
واجهت صعوبة كبيرة في التدريبات التي مارسناها من أجل تسلق قمة إيفرست، حيث كانت هذه التدريبات قوية وصعبة وقاسية مثل الجري، وهذه التحديات عشتها سنتين متواصلتين، وهناك تحديات من الجانب الاجتماعي كوني دخلت مجالا جديدا غير مألوف على العائلة والمحيط الاجتماعي، إلا إنني تغلبت على هذه التحديات جميعها بالإرادة القوية والالتزام.
هل انتهى طموحك عند هذا الحد؟
لا، أنا أطمح أن يكون في عمان مجموعة من البنات المحترفات باستطاعتهن أن يمارسن رياضات التسلق بمختلف أنواعها بنفسهن دون مساعدة الشباب حتى يثبتن أنهن قادرات ومتمكنات من كل آليات التسلق ونظامه وطريقته، كذلك أطمح أن تكون لدي مهارة وخبرة عالية واحترافية في مجال تسلق الجبال، وأتمنى أن أستمر في تسلق الجبال الكبيرة.
ما نصيحتك التي تقوليها للشباب والفتيات؟
لابد من الجميع أن تكون لديهم أحلام ويسعون إلى تحقيقها، وأن يكون لكل واحد فينا جبله الخاص الذي يتمنى أن يصعده سواء كان هذا الجبل لأي هواية أو مهنة، أو الذي يريد أن يحترف في مجال التصوير أو الأدب أي كان المجال، ويجب على الشخص أن يسعى ويحاول ويكرر حتى يحقق هدفه، والشخص الذي يريد تحقيق هدفه لابد له أن يكون مستعدا لكل شيء، وأن الشخص لابد أن يستعد للفشل لأن الشخص إذا كان غير مستعد للفشل فأنت غير مستعد للناج لأن النجاح تسبقه محاولات فاشلة، أنا فشلت في العديد من الأمور عندما كنت أتدرب لتسلق هذا الجبل، إلا إنني نجحت في الأخير في الوصول إلى قمة إيفرست.