مسقط- شؤون عمانية
كتب: يونس النعماني
إنّ العلاقات الكويتية العُمانية علاقات قامت في الأصل على الود والسلام والمحبة المتبادلة، وهي علاقات تجمعها وحدة الدين الإسلامي واللغة العربية بالإضافة إلى التقارب الجغرافي المتمثّل بموقعهما في منطقة الخليج العربي وإطلالتهما على هذا المسطّح المائي، والذي أدّى إلى تشابه ثقافي كبير بينهما إلى جانب العادات والتقاليد والتراث .
وفي السياق صدر مؤخرًا كتاب تاريخ العلاقات الكويتية العُمانية في الفترة منذ العام 1841م وحتى العام 1939م للباحثة الكويتية ألاء وليد المنصور. يتناول الكتاب طابع العلاقات المشتركة في ثلاث جوانب هي: العلاقات السياسية والعلاقات الاقتصادية ثم العلاقات الاجتماعية.
في البداية يضع الكتاب صورةً مبدئية عن كل من الكويت وعُمان ابتداءً من الموقع الجغرافي إلى نظام الحكم، ونبذة عن النظام الاقتصادي في كل من الدولتين على حده ، ثم يتعمُق الكتاب بنظرة قريبة للعلاقات السياسية بين الكويت وعُمان متأثرةً بالسياسة البريطانية الخارجية وما لحق ذلك من تعامل كل من الكويت وعُمان مع سياسة بريطانيا وأهم المتغيّرات التي أدّت إلى تلاقي الخطوط بين سياسة الكويت وعُمان بشكل كان له أثر كبير في مزيد من التقارب بينهما .
ويتحدّث الكتاب عن فترة زمنية مهمة في تاريخ كلتا الدولتين ، حيث سارت الأحداث السياسية في منطقة الخليج العربي بشكل جعل كل من سياسة دولة الكويت وسياسة سلطنة عُمان تتوازيان في كثير من الأحيان في التعامل مع تلك الأحداث لاسيما التي فرضتها قوى خارجية كان لها ثقلها في منطقة الخليج العربي ذلك الوقت .
يتناول القسم الأول من الكتاب العلاقات السياسية ولعلّه من أهم الفصول في الكتاب؛ إذ يوضح النظام السياسي في الكويت ثم النظام السياسي في عُمان ثمّ السياسة الخارجية للكويت في تعاملها مع عُمان والسياسة الخارجية لعُمان في تعاملها مع الكويت كذلك، وكيف تمكّنت كل منهما في الحفاظ على علاقات سياسية طيبة تربطهما في ظل وجود قوة خارجية في منطقة الخليج العربي والتي تمثلت في بريطانيا والتي كان لها ما لها من فرض سياسة معينة يجب عدم الخروج عنها، وكيف تمكنّت الكويت من الحفاظ على صورة العلاقات السياسية المنسجمة مع عُمان والذي حرص عليه حكّام دولة الكويت دائماً.
أما الفصل الثاني فهو فصل خاص بالعلاقات الاقتصادية بين الكويت وعُمان، وفيه صورة عن النظام الاقتصادي المعمول به في الكويت ذلك الوقت وكذلك النظام الاقتصادي في عُمان، ثم يتطرّق إلى أهم العوامل التي ساعدت في التعامل الاقتصادي بين الكويت وعُمان وهذا تفصيل نجده في صور كبيرة للأنشطة التجارية التي ربطت بين الكويت وعُمان مثل الأنشطة البحرية الخاصة بالسفر البحري عبر المحيط الهندي وما ارتبط به من نشاط صناعة السفن والذي حققت فيه عُمان خبرة كبيرة استفاد منها الكويتيون أكبر استفادة.
ويأتي ذكر التجارة المتبادلة بين الكويت وعُمان والمتمثلة في نقل جملة من البضائع العُمانية إلى الكويت والعكس، كما يسلّط الفصل الضوء على أهم الموانئ العُمانية التي كان لها دور كبير في تنشيط التجارة في منطقة الخليج العربي ذلك الوقت.
وأخيراً يتناول الفصل الثالث والأخير العلاقات الاجتماعية بين الكويت وعُمان، والتي توثّقت صلاتها بفعل العلاقة الاقتصادية بينهما والنشاط التجاري والذي أثمر عنه انتقال مجموعة من المؤثرات الحضارية بين كلٍّ منهما لاسيما الممارسات الاجتماعية المرتبطة برحلات السفر عبر المحيط الهندي ناهيك عن استفادة الكويتيين الكبيرة من البحارة العُمانيين وهو الأمر الذي سيؤدي بطبيعة الحال لتأثير اجتماعي واضح .
الجدير بالذكر أن الكتاب صدرعن منشورات ذات السلاسل، ومتوفر في الأسواق ابتداءً من هذا الشهر.