شؤون عمانية- مروه بنت سيف العبرية
تميزت المرأة العمانية بالطموح والقوة وسعيها إلى خدمة مجتمعها ووطنها، واستطاعت اقتحام كل المجالات حتى تمكنت من اعتلاء أعلى المناصب والمسؤوليات.
وكان للعمل النقابي نصيب في إسهامات المرأة التي تشارك في العمل التشريعي والرقابي، ومن هذا المنطلق كان لها دور في المؤسسات سواء حكومية أو خاصة تعمل في مظلة قانونية، ناشرة الوعي لدى العاملين لحفظ حقوقهم.
وأكدت مريم بنت حمدان البلوشية، عضو لجنة المرأة العاملة بالاتحاد العام لعمال السلطنة، أن المرأة العمانية سجلت حضورا لافتا في منظومة العمل النقابي جنبا إلى جنب مع زميلها الرجل، وأثبتت وجودها في شتى ميادين العمل وبالأخص في القطاع الخاص، وتواجدت في ساحة العمل النقابي لتمثّل بنات جنسها العاملات في منشآت القطاع الخاص وتكون همزة وصل بينهن وبين أصحاب العمل.
وأشارت “البلوشية” إلى أن المرأة العاملة المشاركة في النقابة العُمالية تحظى بكثير من الثقة والدعم والتحفيز في هذا العمل المهني من الجمعية العمومية لتمثيل أعضاء النقابة من الجنسين والدفاع عن مصالحهم وتعزيز وحماية حقوقهم وتحسين شروط وظروف عملهم ونشر الوعي النقابي والعمل على رفع مستواهم.
وعن المميزات التي حصلت عليها المرأة من مشاركتها في العمل النقابي، أوضحت أن المرأة اكتسبت الثقة بالنفس والإلمام بجميع الحقوق، وتمكنت من الجلوس على طاولة الحوار والمفاوضات مع أصحاب العمل، والتعرف والاطلاع على شتى القضايا وإيجاد الحلول لها.
وتابعت عضو لجنة المرأة العاملة بالاتحاد العام لعمال السلطنة، أن الفرصة أتيحت للمرأة العمانية للمشاركة بالدورات التدريبية التي يعدها الاتحاد لتمكين النقابية من أداء عملها بالوجه الصحيح، في وقت تحظى النقابيات بكثير من الثقة والدعم والتحفيز في هذا العمل المهني من كافة الجهات.
وترى مريم البلوشية أن إلمام المرأة بالقوانين والتشريعات أمر بات لابد منه لحفظ حقوقها، وأن كثير من العاملات في القطاع الخاص يجهلن حقوقهن ولسن على دراية بالقوانين والتشريعات، مضيفة أنهن كنقابيات وعضوات بلجان المرأة العاملة يتمثل عملهم في التوعية والتثقيف والتوجيه.
وبخصوص تجربتها في العمل، قالت إنها متواجدة في العمل النقابي منذ 10 سنوات تقريبا وانضمامها للنقابة كان فرصة كبيرة في مسيرتها العملية، التي استطاعت خلالها اكتساب الكثير من الثقة بالنفس والمعرفة والإلمام بالقوانين والحقوق كعاملة بمؤسسة خاصة.
كما تمكنت “البلوشية” من الاطلاع على شتى القضايا التي تخص المرأة وكيفية إيجاد حلول لها، لافتة إلى إلى أن نقابة مجمع “ال تي” للتركيبات الصناعية تعد من أقوى النقابات في السلطنة منذ تأسيسها عام 2009 وهي من أوائل النقابات في السلطنة أيضا.
وذكرت أن هناك تحديات تكون دائما في بدايات كل أمر، وتم التغلب على كل التحديات، مشددة على ضرورة أن يكون العمال على وعي كامل بحقوقهم وواجباتهم وقانون العمل.
وتحدثت مريم البلوشية عن أهم الانجازات التي تخص الموظفات، ومن بينها منح إجازة رسمية مدة يوم بمناسبة يوم المرأة العُمانية لجميع العاملات في الشركة من كل عام، وأيضا منح ساعة رضاعة يوميا لمدة شهر كامل فور انتهاء إجازة الوضع للعاملة مباشرة، ومنح إجازة خاصة براتب كامل لأي موظفة في حالة الإجهاض على حسب مدة الإجازة التي يقررها الطبيب الخاص بها، وستُحسب إجازة خاصة بدل إجازة مرضية، موضحة أن الطموح لتحسين وضع المرأة كبير جدا.
وذكرت أن أهم وأبرز إنجازات النقابة لعام 2020 تتمثل في تقليل ساعات العمل بالمؤسسة من 9 ساعات إلى 7 ساعات ابتداء من عام 2021.
وتطمح مريم كأي عاملة بالقطاع الخاص لنيل مكانة عالية في مكان عملها وحصولها التقدير وتقديم الأفضل، وتنظر كعضو نقابي إلى توعية العاملات في القطاع الخاص ورفع مستوى انتسابهم للنقابات والمناصب الإدارية في النقابة وخاصة في منطقتي شمال وجنوب الباطنة، لقلة وجود النقابيات الإداريات، ونشر الوعي للمجتمع عامة بالأخص للطالبات الجامعيات المقبلات للعمل بالقطاعين الخاص والعام.
وتطرقت “البلوشية” إلى أبرز القضايا التي تم رفعها من قبل العاملين في القطاع الخاص ومن بينها أمور تتعلق بزيادة الرواتب وتقليص ساعات العمل وتوفير علاج جيد لهم.
واختتمت حديثها بأن الموازنة بين العمل بالمؤسسة التي تعمل بها النقابية وبين العمل النقابي هو تحدٍ مستمر، وتقبل الجمعية العمومية بأن تمثلهم المرأة لاسيما أن أغلب المؤسسات يكون بها عدد الذكور أكبر من النساء، ولكن دائما المرأة تثبت حضورها بالدفاع عن حقوق العمال والعاملات.