الكاتب: جابر العماني
النقد إما أن يكون نقدا هادفا و إما ان يكون نقدا هادما، والإنسان الذي لا ينتقد ما يسمع لن يستطيع أن يفهم ما يسمع؛ ومن هنا ينبغي أن يكون النقد نقدا هادفا .
ومن أجل أن يتحلى الإنسان بالنقد الهادف ينبغي أن ينتقد (بثقافة وعلم) فلا يصح للإنسان أن ينتقد شيئا وهو ليس من أهل التخصص فيه.
كذلك لابد أن تتوفر في الناقد الاستقامة والأخلاق؛ فالنقد بلا استقامة وأخلاق لغوٌ لا تأثير له ، فليس من الصحيح أن ينتـقد الإنسان الآخرين وهو فاقدا للاستقامة والأخلاق .
وينبغي كذلك أن يكون النقد (لهدف)، فعندما ينتقد الإنسان إنسانا آخر لابد أن يكون بقصد إيصال ذلك الإنسان إلى ما هو أفضل وأحسن بل ومساعدته لنيل المراتب وأفضل الدرجات .
لنعلم جيدا أن النقد البناء ما هو إلا مفهوم جميل يحبه الجميع، ومع كل الأسف فإن القليل من الناس الذين يتقـنون فنـونه وآدابـه.
فعلى الجميع أن يحذروا من تحويل (النقد الهادف) إلى انتصارات وهزائم لمن ينتقدونهم، أو أن يذكروا عبارات أو دلالات أو تلميحات يفهم منها المُنتَقَد أنه جاهل أو متخلف، فهذه الطريقة ليست سليمة وهي تُفشل (النقد البناء) وتحوله إلى معول هدم للآخرين بل وتجعله محلا للحقد وإشعال الحروب بين الناقد والمنتَقَد .
ومن أهم الموارد التي ينبغي التركيز عليها لمن يريد الخوض في (الانتقاد) هو انتقاد الفكرة وليس الأشخاص، فإن من أسوأ الانتقادات على الإطلاق والتي أطاحت بالمجتمعات وجعلتها مجتمعات متخلفة هو النقد الشخصي البعيد عن (الموضوعية)، فعندما يريد الناقد الانتقاد عليه أن يركز على نقد الأفكار وليس الأشخاص .
قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):” أنزلوا الناس منازلهم” . وقال الامام الصادق (عليه السلام): ” كلموا الناس بقدر عقولهم”. فلابد من معرفة ما هو مستوى الشخص الذي نريد توجيه النقد إلى أفكاره سواء كنا نريد نقده فيما يكتبه أو ما يقوله حتى نعرف كيف نتعامل معه بالطريقة السليمة التي تتناسب مع منزلته وثقافته وعقله، كن ناقدا جميلا بثقافتك واستقامتك وهدفك ولاتكن ناقدا بجهلك وعنفك وجبروتك