شؤون عمانية: لقد أصبح مرض الايدز مرضا مزمنا كباقي الأمراض المزمنة الأخرى كالضغط والسكري ويتطلب الالتزام بأخذ العلاج بشكل دوري لمدة غير محددة ، ومن هذا المنطلق تولي وزارة الصحة اهتماما كبيرا بمتابعة المرضى من بداية التشخيص والعلاج والمتابعة الدورية بالفحوصات للتأكد من الوصول الى النتائج السليمة ، كما تولي اهتماما اخر بمتابعة المتعايشين ، وتشجيعهم على الانخراط في المجتمع كباقي الأفراد وبـث روح الأمل فيهم .
العلامات والأعراض
تتفاوت أعراض العدوى بفيروس العوز المناعي وفقا لمرحلة العدوى. فالبرغم من أن المصابين الذين يعايشون الفيروس يغلب أن تكون إصابتهم بالعدوى قد حدثت خلال الأشهر القليلة الماضية، الا أن الكثير منهم لا يعرفون باصابتهم إلا في مراحل متأخرة. وقد لا يعاني المصابون بالعدوى خلال الأسابيع القليلة التي تتلو إصابتهم من أية أعراض اذ تقتصر الأعراض على مرض شبيه بالإنفلونزا، وتشمل الإصابة بالحمى والصداع وظهور طفح جلدي أو التهاب بالحلق ، وعندما تتدرج العدوى في نخر عظام النظام المناعي للمصاب تظهر الأعراض والعلامات مثل تضخّم العقد اللمفاوية، وفقدان الوزن، والحمى، والإسهال، والسعال. وبدون تلقي العلاج المناسب ، وتظهر لدى المصابين أمراض وخيمة مثل السل والتهاب السحايا، والسرطانات ، مثل اللمفومات وساركومة كابوزي، وأمراض غيرها .
إجراء الفحص
يكشف اختبار كشف فيروس العوز المناعي البشري وضع المصاب من حيث العدوى، وذلك بإظهار وجود أو غياب أضداد الفيروس في الدم. إذ ينتج النظام المناعي لدى المصابين بالعدوى الأضداد لمكافحة العوامل الغريبة عن الجسم. ولدى معظم المصابين “فترة نافذة” تتراوح بين 3 أسابيع و6 اسابيع تكون الأضداد المضادة لفيروس العوز المناعي البشري خلالها قيد الإنتاج ولكن لا يمكن كشفها.
أما الدور الباكر من العدوى فيمثل الوقت الأعظملإحداث العدوى مع أنها يمكن أن تحدث في جميع مراحل الإصابة بالمرض ، واذا ما تعرض فرد الى فيروس العوز المناعي البشري، فلابد من إعادة إجراء الاختبار بعد مضي 6 اسابيع لتأكيد نتائج الاختبار، والتي تسمح بمرور وقت يكفي لإنتاج الأضداد لدى المصابين بالعدوى .
الوضع العالمي ووضع السلطنه
وفقا لتقارير برنامج الأمم المتحدة للإيدز يوجد مايقارب 36.7 مليون مصاب بالفيروس في العالم حيث توجد مايقارب 1.8 مليون اصابة جديدة بالمرض وهذا بحد ذاته يشكل تحديا ملموسا لبعض الدول الفقيرة من حيث تشخيص المرض وتكلفة العلاج.
تتبنى وزارة الصحة نظام التقصي والاستجابةالذي يعمل على تشخيص المرض وسرعة تلقي العلاج ومن ثم المتابعة الدورية للمريض. ، وقد تم التبليغ عن أول حالة في السلطنة في عام 1984 وتضاعفت الأعداد الى 2871 حتى نهاية شهر سبتمبر 2017. وقد انتقل الفيروس إلى هولاء عن طريق الاتصال الجنسي الغير آمنبنسبة 78% ، فيما انتقل الفيروس بنسبة 3.3 % انتقل لديهم عن طريق المشاركة بالابر الملوثة بالـفيروس.
وقد تبنت السلطنة سياسة منظمة الصحة العالمية ببدء العلاج لجميع المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسب من بعد التشخيص مباشرة ، وذلك لما له من نتائج ايجابيةوصحية للمريض حيث انه لا يوجد لقاح أو علاج شاف ضد الفيروس .
وتحث وزارة الصحة المرضى الذين يعزفون عن العلاج على ضرورة اخذ العلاج المجاني المتوفر في المؤسسات الحكوميةبالسلطنة . والذي بدوره يقوم بكبح جماح فيروس العوز المناعي البشري بإعطاء توليفة من الأدوية المضادة للفيروسات القهقـرية.
المشورة والفحص الطوعي
عالميا يوجد ما يقارب 80% من المتعايشين مع المرض لايعرفون عن اصابيتهم بالفيروس وهنا تكمن خطورة انتشار الفيروس لذلك جاء دور وزارة الصحة بتوفير خدمة المشورة والفحص الطوعي للراغبين بالفحص حيث تبقى هوية الشخص مجهولة وتعطي النتائج خلال دقائق معدودة ، من دون ذكر اسم الشخص أو تسجيله في السجلات الطبية ويتوفر الفحص الطوعي مع اغلب مقدمي خدمة المشورة في الخدمات الحكومية.
الوصم والتمييز
وصمات العار ضد المتعايشيين مع فيروس نقص المناعة هي المعتقدات السلبية الموجة ضدهم أما التمييز فيتكون من خلال الأفعال والمواقف الموجة ضد المتعايشين مع الفيروس وللأسف الشديد يواجه المرضى المتعايشين أشكالا مختلفة من وصمات العار في المجتمعات العربية خاصة . ومن التحديات التي يواجهها القطاع الصحي لدى المتعايشين مع فيروس الايدز عدم معرفه المريض بأنه حامل للفيروس ، وذلك بسبب الوصم والتمييز مما يؤخر التشخيص المكبر والعلاج وهذا بحد ذاته يزيد من فرص انتشار الفيروس بالمجتمع.
إن ظاهرة الوصم والتمييز لها اعباء على الفرد والمجتمع ، حيث ان المرضى المتعايشين مع بالمرض بإمكانهم العمل في معظم المجالات التي توفرها القطاعات العامة والخاصة . هذا بالإضافة إلى بإمكان المتعايش الزواج وانجاب أطفال أصحاء وعدم نقل الفيروس للزوج او الزوجة اذا التزم المريض بالعلاج المجتمعي والصحي حيث أن بسببها الشخص لا يرغب في التشخيص والعلاج المبكر والذي قد يساهم كثيرا في جعله يعيش حياته الطبيعية دون أي أعراض، وهذا بحد ذاته يشكل عائقا أمام الرعاية الصحية لمتابعه المرضى . لذلك تسعى وزارة الصحة متمثلة بالمديرية العامة لمكافحة ومراقبة الأمراض من الحد من الوصم والتمييز في جميع القطاعات.