وفاء بنت سالم
نحن الذين ننتظر معجزة ما تغير الحال الذي نمر به، تجعل العالم أكثر إشراقًا والأحلام أكثر تحقيقًا وصدقًا.
ورغم هذا الانتظار المثير للشفقة لدينا يقين بداخلنا أن زمن المعجزات قد انتهى، وأنه لا نبي بيننا الآن نرجوه أن يدعو لنا ربنا ليُنجينا، وأن كل من في هذا الكون من سادة وأصحاب الدين لا يعنيهم من أمرنا شيئًا.
قال لي صديق: “إن الحروب وُجدت حتى تخلق التوازن في هذا العالم، وتظهر حقائق مخفية عن البشر، وأن الحياة لأصبحت أكثر بؤسًا لو أنها كانت بلا حروب أو مجاعات”.
كان حديث هذا الصديق طويلا بطول المخاوف التي تحرق داخلي وتربك استقراري، حتى أنه قال: “من الجيد أنك تشعرين بهذا الخوف، الخوف نعمة تُنجيك من نيران جهنم”.
لكن يا عدوي العزيز، من يُنجينا من جهنم الأذية، الأذية التي تُصيبنا في أرواحنا من الدماء التي تسري في عروقنا!، وما الذي صنعته يدانا حتى نكتسب عداوة الدماء فينا؟.
لقد مكننا الله من إبصار كل شيء يحدث حولنا، وميّز بعضنا بإدراكٍ مضاعف يُطعمنا كسرات خبز مكسوة بالتراب، وليت كل تراب يؤكل، إن بعضه عرصات تضيق علينا، تخنق أرواحنا، تصلبنا على جدرانها العفنة، فكم تزن الكلالة التي تثقل عروقنا؟