أحلام بنت حمود الجهورية
مولده ونسبه:
ناصر بن سالم بن عدَيّم بن صالح بن محمد بن عبد الله بن محمد الرواحي البَهْلانِيّ؛ أبو المهنا، المشهور بأبي مسلم (1277-1339هـ/ 1860-1920م)، شاعرٌ وفقيهٌ وقاضٍ وصحافي. وُلد في بلدة مَحْرم من وادي بني رواحة بسمائل، ونشأ فيها. وتوجد روايتان لتاريخ ميلاده، إحداهما تقول إنه ولد سنة 1273هـ/ 1856م، وهي لابن أخ المُتَرْجم له الكاتب الأديب سالم بن سليمان الرواحي. والثانية تقول: إنه ولد سنة 1277هـ/ 1860م وهي رواية ابن المُتَرْجم له، مهنا بن ناصر البهلاني، وهي التي يرجحها سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي لوجود قرائن تؤيد هذا الرأي.
كُنيته أبومسلم، فهو البهلاني نسباً والرواحي حلفاً، كان والده العلامة سالم بن عديم عالماً فقيهاً، تقلّد القضاء للإمام عزان بن قيس (1285-1287هـ/ 1868-1871م) على ولاية بهلاء، كما كان جده الشيخ عبد الله بن محمد قاضياً للإمام سلطان بن سيف اليعربي على وادي محرم فاستوطنها وبقيت ذريته بها.
تعليمه:
• تلقى أبو مسلم تعليمه الأول على يد والده سالم بن عديم الرواحي (ت: 1309هـ/ 1891م) ببلدة محرم، فتعلَّم على يده كتاب الله وعلوم العقيدة.
• أخذ مبادئ علوم العربية ومعه الشيخ أحمد بن سعيد بن خلفان الخليلي (ت: 1324هـ/ 1906م) من الشيخ محمد بن سليّم الرواحي الساكن ببلدة السَّيْح من وادي بني رواحة.
• كان أبو مسلم يتردد على الشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي (ت: 1287هـ/ 1871م) لطلب العلم.
• هاجر أبو مسلم مع والده إلى زنجبار سنة 1295هـ/ 1878م، فوجد هناك كوكبة من العلماء مثل: الشيخين العلامتين عبد الله بن علي بن محمد المنذري ومحمد بن سليمان بن سعيد المنذري، ووجد في زنجبار جواً علميا ساعده في القراءة والاطلاع على مختلف الكتب النفيسة في شتى العلوم.
حكام عُمان وزنجبار الذين عاصرهم:
عاصر أبو مسلم الرواحي البهلاني (1277-1339هـ/ 1860-1920م) من حكام عُمان:
- السلطان السيد ثويني بن سعيد (1273-1282هـ/ 1856-1866م)
- السلطان السيد سالم بن ثويني (1282-1285هـ/ 1866-1868م)
- الإمام عزان بن قيس (1285-1287هـ/ 1868-1871م)
- السلطان السيد تركي بن سعيد (1287-1305هـ/ 1871-1888م)
وعاصر أبو مسلم الرواحي البهلاني (1277-1339هـ/ 1860-1920م) من سلاطين زنجبار:
- السلطان السيد برغش بن سعيد (1287-1305هـ/ 1870-1888م)
- السلطان السيد خليفة بن سعيد (1305-1307هـ/ 1888-1890م)
- السلطان السيد علي بن سعيد (1307-1310هـ/ 1890-1893م)
- السلطان السيد حمد بن ثويني (1310-1314هـ/ 1893-1896م)
- السلطان السيد خالد بن برغش (1314-1314هـ/ 1896-1896م)
- السلطان السيد حمود بن محمد (1314-1320هـ/ 1896-1902م)
- السلطان السيد علي بن حمود (1320-1329هـ/ 1902-1911م)
- السلطان السيد خليفة بن حارب (1329-1380هـ/ 1911-1960م)
علاقته بسلاطين زنجبار:
انتقل أبو مسلم الرواحي إلى زنجبار مع والده سنة 1295هـ/ 1878م، وعاد منها إلى عُمان سنة 1300هـ/ 1883م، وظل فيها حتى سنة 1305هـ/ 1887م، ثم عاد إلى زنجبار التي سكن فيها في حي مَلِينْدِي بالعاصمة، وكانت له رحلة وحيدة خارج عُمان وزنجبار لأداء فريضة الحج سنة 1306هـ/ 1889م.
وصل أبو مسلم الرواحي زنجبار في عهد السلطان برغش بن سعيد (1287-1305هـ/ 1870-1888م)، ومكث فيها حتى وفاته في 2 صفر 1339هـ/ 15 أكتوبر 1920م، وبهذا يكون عاصر 8 سلاطين -جزء من عصر السلطان خليفة بن حارب- من سلاطين زنجبار.
أبرز الأحداث في سيرته الوظيفية:
• تقلّد منصب القضاء في عهد السلطان حمد بن ثويني (1310-1314هـ/ 1893-1896م)، وكان مستشاراً للسلطان، وله فيه قصائد مدح. استمر عمل أبو مسلم في القضاء حتى عهد السلطان علي بن حمود.
• صاحَبَ السلطان حمود بن محمد (1314-1320هـ/ 1896-1902م) في رحلاته إلى الأقطار الإفريقية الشرقية سنة 1316هـ/ 1898م وقيد هذه الأسفار في كتيب بعنوان: اللوامع البرقية في رحلة مولانا السلطان المعظم حمود بن محمد بن سعيد بن سلطان بالأقطار الأفريقية الشرقية.
• طلب التقاعد من مهمة القضاء في عهد السلطان علي بن حمود (1320-1329هـ/ 1902-1911م)، وتفرَّغ للتأليف.
علاقته بعُمان ووفاته:
لما قامت دولة الإمام سالم بن راشد الخروصي (1331-1338هـ/ 1913-1920م) بعُمان، كان أبو مسلم من أنصارها ومؤيديها بأشعاره الاستنهاضية ورسائله النثرية التي كان يبعثها من زنجبار. ومن أمثلة تلك الرسائل رسالة من أبي مسلم إلى الإمام سالم بن راشد الخروصي تضمنت الكثير من النصائح في السياسة الداخلية (الرفق بالرعية وإقامة العدل)، والسياسة الخارجية (إقامة العلاقات مع أمير نجد وأمراء الساحل وشريف مكة وإمام صنعاء) مؤرخة في 13 ربيع الثاني 1333هـ/ 27 فبراير 1915م. وقد كان الحنين يشده إلى عُمان؛ غير أنه توفى بعيداً عنها في بداية حكم الإمام محمد بن عبد الله الخليلي (1338-1373هـ/ 1920-1954م) تحديدا في 2 صفر 1339هـ/ 15 أكتوبر 1920م، ودُفن في زنجبار.
• مؤلفاته (المطبوعة والمخطوطة):
- العقيدة الوَهْبِيَّة: كتاب في العقيدة، صاغه أبو مسلم على هيئة حوار بين أستاذ وتلميذه.
- اللوامع البرقية في رحلة مولانا السلطان المعظم حمود بن محمد بن سعيد بن سلطان بالأقطار الأفريقية الشرقية: وثيقة تاريخية سجّل أبو مسلم فيها مشاهداته أثناء ملازمته للسلطان في تلك الرحلة، وصاغه نثراً وشعراً، وفيه امتدح الدولة البوسعيدية وأثنى على سلاطينها.
- النشأة المحمدية في مولد خير البرية: في المولد النبوي لخير البرية الرسول صلى الله عليه وسلم.
- النور المحمدي: رسالة دينية.
- الكنوز الصمدية في التوسل بالمعاجز المحمدية: رسالة دينية تشتمل على الأدعية في الوسيلة الإلهية بالمعاجز المحمدية، وهي سيرة جامعة للرسول صلى الله عليه وسلم (مخطوط).
- نثار الجوهر في علم الشرع الأزهر: كتاب في التوحيد والفقه وأصوله، شرح أبو مسلم فيه كتاب جوهر النظام للعلامة نور الدين السالمي، وأطال في مسائله وأبحاثه، وقد شرع في تأليفه أواخر عمره، ودوَّن منه ثلاثة أجزاء فقط.
- النفَس الرَّحْمَاني في أذكار أبي مسلم البهلاني: جَمَعَ أبو مسلم فيه ما نظمه من أذكار، مع شروط كل ذكْر وكيفية تلاوته، ويعكس الكتاب الجانب السلوكي الذي شكّل نسبة كبيرة من شعر أبي مسلم.
- ثمرات المعارف (سموط تخميس الثناء): تخميس لميمية الشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي.
- ديوان أبو مسلم البهلاني: ديوان شعر في أغراض متفرقة، واكتسبت بعض القصائد شهرة كبيرة، منها قصيدته النونية “الفتح والرضوان في السيف والإيمان” في الاستنهاض.
• مؤلفاته المفقودة: - ألواح الأنوار وأرواح الأسرار
- جواهر الآثار وأرواح الأسرار
- بحر الأنوار في مأثور الأدعية والأذكار
- كتاب السياسة بالإيمان (في السياسة الشرعية)
- أرجوزة النور الوقاد في علم الاعتقاد
- رسالة في انتفاض الوضوء بالنوم
- السؤالات (أجوبة وفتاوى).
جهوده الصحفية: - أصدر أبو مسلم “جريدة النجاح”، وهي صحيفة جامعة شبه أسبوعية، كانت تصدر في الشهر ثلاث مرات عن حزب الإصلاح في زنجبار، ظهر أول أعدادها في شوال 1329هـ/ 12 أكتوبر 1911م في أربع صفحات، وتوقفت عن الصدور في مطلع 1332هـ/ يوليو 1914م.
- كتب مقالات في عدد من الجرائد، مثل: جريدة النجاح بزنجبار، وجريدة الأهرام بمصر.
- تأسيس “شركة مطبعة النجاح العربية” مع بعض الشركاء.
ألقابه: - عالم الشعراء وشاعر العلماء: اللقب الذي عُرف به وذاع صيته به.
- شاعر العرب: لقّبه نور الدين عبد الله بن حميد السالمي بهذا اللقب.
- شاعر العصر: لقّبه محمد بن يوسف أطفيّش الجزائري بهذا اللقب.
أبو مسلم البهلاني في قائمة اليونسكو:
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” إدراج الشاعر العُماني ناصر بن سالم الرواحي الشهير بـ”أبي مسلم البهلاني”، ضمن الشخصيات المؤثرة عالمياً بمناسبة الذكرى المئوية الأولى على وفاته؛ حيث توفي عام 1920م وتم ذلك خلال انعقاد أعمال الدورة 40 للمؤتمر العام لليونسكو بمقر المنظمة بباريس بتاريخ 14 نوفمبر 2019م. وهو خامس شخصية عُمانية يتم ادراجها ضمن هذا البرنامج.
المصادر والمراجع:
- الحارثي، محمد بن عبد الله، إعداد وترجمة. موسوعة عُمان الوثائق السرية. مج1، د.ط، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2007م، ص389-397.
- الرواحي، ناصر بن سالم (ت: 1339هـ/ 1920م). اللوامع البرقية في رحلة مولانا السلطان المعظم حمود بن محمد بن سعيد بن سلطان بالأقطار الأفريقية الشرقية. ط1، وزارة التراث القومي والثقافة، سلطنة عُمان، مسقط: 1983م.
- الفارسي، ناصر بن منصور. سلوة الأشجان شرح السيف والرضوان. ط1، د.م: 2018م.
- مجموعة باحثين. الموسوعة العُمانية. مج10، ط1، وزارة التراث والثقافة، مسقط: 2013م، ص3592-3595.