مسقط- شؤون عمانية
صدر عن “دار لبان للنشر” كتاب جديد بعنوان “إضاءات على إسهامات العمانيين الاجتماعية والعلمية والفكرية” للكاتب سعود بن علي الحارثي.
المقدمة التي كتبها الشيخ حمود بن سالم السيابي، بعنوان “من تحت قبة مجلس الشورى إلى سقف عمان”، عرضت لمحاور الكتاب ومضامينه، وما احتواه من صور ومواقف ومحطات تاريخية وثقافية في قراءة تفصيلية وبقلم متفرد، “يستهل الشيخ سعود الحارثي الكتاب بأرفع وسام محمدي تقلده أهل عمان في إيمانهم بنبي لم يروه، وبثناء سيد البشر على العمانيين ودعوته النبوية الممتدة ببركاتها إلى أن يرث الله الأرض. وفي صفحات كتاب الشيخ أصوات المآذن والقباب والمنابر والمحاريب” وأشارت المقدمة إلى أن النص اقترب من القارئ ليكون “إنسانيا مفعما بالعاطفة حيث تدور الكاميرا لتنقل انطباعات عاشها المؤلف عبر مشوار العمر”، وأتت مقدمة الشيخ حمود بن سالم السيابي على ذكر جملة من العناوين بدأت بالنخلة : و”لأن النخلة عطر المكان وشخصيته فقد سمقت في الصفحات الحارثية بحنين عبدالرحمن الداخل وهو يرى نخلة في رصافة الأندلس فأبكته غربتها وغربته. وينقلنا إلى أعمامه في المضيرب وهم يتجادلون حول نخلة الزبد والتعصب حول بعض الأصناف. وفي مشهد آخر نرى بانوراما على التبسيل كموسم ومهرجان وفرح. ونزور معه المزارع لنعيش طقوس الطناء. ولأن الشيخ سعود الحارثي ابن سبلة الأدب والشعر ولأعمامه القدح المعلى فيحذر الشيخ سعود الحارثي من الإفراط في الحديث عن لون أدبي واحد على حساب أهم الألوان فنوصل بذلك رسالة مغلوطة للمتلقي، مستشهدا بانطباع مدرس وافد ترسخت في ذهنه قناعة خاطئة بأن عمان حاضرة في الشعر الشعبي فقط ولا نصيب لها من الفصيح في مسيرة الشعر العربي إلى أن جاء له الشيخ الحارثي بالدواوين وأجلسه مع الأدباء فازدادت دهشته من أن هذه الجواهر لا ترى وسط طغيان شعر النبط”، ويواصل الشيخ السيابي قراءته للكتاب ميمما إلى أجزاء أخرى منه “ويسرد الشيخ سعود بن علي الحارثي ملحمة النهضة العمانية فيأخذنا إلى طفولته في الاستقبال ليكون في مشاهد التحول الأول وعمان ترفل بحلل نهضتها الحديثة فيسرد مشاهد الصياغة الجديدة لعمان. وفي الكتاب الكثير والكثير والكثير مما لا أود أن أحرق متعته على القارئ فأدعه يغوص بنفسه في لجج الكلمات. ويبقى هذا الكتاب الرائع هو الأحدث في سلسلة إصدارات الشيخ ولعله أهمها إذ جمع فيه كل شيء وأحاط فيه بكل شيء عن عمان التاريخ والجغرافيا والتضاريس والأمكنة والهامات فانسابت في الصفحات كل الأفلاج وهدرت كل الأودية”.
فيما علل الكاتب دوافع نشر كتابه إلى كون “الماضي بأبعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، يشكل الذاكرة الحافظة لإبداعات الأمم، وإنجازاته وتحولاته ومكتسباته المتراكمة والمحتشدة تفاصيلها عبر التاريخ تقدم إضاءات تنير للأجيال طريق المستقبل وتحفز على المزيد من الإبداع والعمل والإنتاج والابتكار ؛فعالم الماضي لأمة صنعت لها أمجادا راسخة – كما هو حال العمانيين – وتفوقت على غيرها في أزمنة متواصلة وكان لها حضورها العالمي الطاغي، وإسهاماتها المتعددة في الكثير من المجالات الإنسانية لهو عالم خصب بالأبعاد الجمالية للفن المعماري، والثراء الثقافي الهائل بما يختزنه من إبداع متعدد الأشكال متنوع الأغراض، شكل حياة متكاملة البناء تتوفر فيها كل احتياجات الإنسان ومقومات رفاهيته ورخائه ومتطلبات أمنه واستقراره، إنه ميدان رحب نجح أيما نجاح في تهذيب النفوس وصناعة الشخصية وتحقيق الاستقلال والانطلاق بالعماني إلى عالم فسيح يؤثر ويتأثر ويسهم بمواهبه ومهاراته وعلمه في الرقي العالمي مواكبا مساهما منافسا في الركب الحضاري، لذلك ينبغي ويجب وتفرض المسؤولية علينا جميعا بأن يظل هذا الحضور العماني الذي نفتخر به متوهجا في الأذهان لكي تواصل الأجيال الحالية واللاحقة الإضافة والبناء عليه وتنمية وتعزيز وتأصيل أدواره الإقليمية والعالمية وفق تطورات العصر ومتطلباته وصناعة التقدم على مختلف الصعد والمجالات والحقول. انطلاقا من هذه الحقيقة قدرت بعد تفكير واستشارة أن أمضي قدما في جمع وتوثيق مجموعة من المقالات التي نشرتها جريدة الوطن مشكورة تحت عنوان (إضاءات على إسهامات العمانيين الاجتماعية والعلمية والفكرية)، ومراجعتها والإضافة عليها وتعديل ما يحتاج منها إلى تعديل، تحقيقا للغاية التي أشرت لها، متمنيا أن تفيد وتضيف جديدا إلى ما نشر وسوف ينشر في المستقبل”.
يحتوي الكتاب على 27 عنوانا، من أبرزها “الشخصية العمانية – الحياة العامة – القرية – الآداب والفنون والصناعات التقليدية – الأفلاج – النخلة والعماني – التسامح الديني – المرأة – التاريخ – العمانيون ربابنة الحار – قيم الحرية عززت القوة العسكري – النهضة الحديثة انتصار التحديات”، وأخيرا “خلاصات ونتائج” .