شؤون عمانية
“إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عُمان” موسوعة في تراجم أعلام عمان، ألفها سيف بن حمود بن حامد البطاشي، المتوفى عام “1420ه ـ 1999م”.
شرع المؤلف في تصنيف هذه الموسوعة قبل سنة 1990 “1410هـ” بقليل، وتوقف عن إتمامها أواخر سنة 1998م “1418ه” فأخرج منها ثلاثة أجزاء.
صدر الجزء الأول في عام 1992م يشتمل على علماء القرن الأول حتى أواخر القرن الثامن الهجري، وضم قرابة مائة ترجمة، وقيد أسماء 132 علماً آخرين لم تتوفر عنهم معلومات كافية، ثم طبع طبعة ثانية سنة 2001م عن مكتب المستشار الخاص لجلالة السلطان للشؤون الدينية والتاريخية، مع إضافات واستدراكات وتصحيحات للمؤلف.
أما الجزء الثاني فطبع سنة 1994م في 308 صفحات، وحوى تراجم مطولة لأكثر من 40 علماً من أعلام القرنين التاسع والعاشر الهجريين، وقيد أيضاً أسماء 37 علماً آخرين لم تورد المصادر أخباراً وافيه عنهم.
صدر الجزء الثالث سنة 2001م بعد وفاة المؤلف، وضم تراجم بقية الأعلام إلى منتصف القرن الثالث عشر الهجري، وعددها 241 ترجمة.
كان دافع المؤلف وراء إبراز هذا الكتاب هو قلة المصنفات العمانية في علم التاريخ، وغياب تفاصيل حياة كثير من الأعلام المشهورين، وتجلت نظرة البطاشي إلى التاريخ وأهمية تدوينه في مواضع عدة من كتابه، أبرزها عند حديثه عن النباهنة وإغفال المؤرخين لوقائع حياتهم، وأشار أكثر من مرة إلى فقدان كتب التراث العماني نتيجة عوامل عدة.
رتب المؤلف أعلام الموسوعة حسب التسلسل الزمني “إلا لأمر اقتضته الضرورة من تقديم أو تأخير”، كذكره أعلاماً من عمان استوطنوا خارجها، وسرده أسماء العلماء المتسلسلين من بيتٍ واحد في موضع واحد.
لم يلتزم البطاشي منهجاً واحداً في ترجمته للأعلام، بل كان يطيل ويوجز حسب المعلومات المتوفرة لديه، وربما ضمَّن بعض التراجم كل ما تعلق بها ولو خرج عن موضوع الكتاب، وقد يسهب في مناقشة قضايا تاريخية عندما يرى المقام يستدعي ذلك، ونبه على المشتبه من الأسماء خشية الوقوع في خلط، وغالباً ما يعدد في آخر الترجمة من يحضره من العلماء المنتسبين إلى قبيلة المترجم له أو المنتمين إلى بلدته.
من القضايا التي أطال في تحريرها ومناقشتها وتعقب فيها من سبقه من المؤرخين تحديد أزمنة أئمة القرنين الرابع والخامس من الهجرة “العاشر والحادي عشر من الميلاد”، وترتيبهم وفق التسلسل التاريخ، وتواريخ أئمة اليعاربة ووفياتهم، وفرز أسماء أعلام الأطباء من بيت ابن هاشم ووفياتهم، وأعلام أسرة آل مدَّاد، وبني مفرج.
اعتمد البطاشي على مصادر عدة منها” المخطوطات والوصايا والأوقاف والكتابات الحجرية وشواهد القبور، وجرى في تصنيفه على طريقة المتقدمين، فكثير من المعلومات التي أودعها في الموسوعة لم يوثّقها، وتخلو مجموعة من التراجم من الإشارة إلى أي مصدر، وكان اعتماده أحياناً في ذكر بعض الحقائق على أوراق قديمة متمزقة دون إحالة إلى مكانها، إضافة إلى إيراده أشياء بقيت في ذاكرته لم تحضره وقت الكتابة.
تعد موسوعة “إتحاف الأعيان” مصدراً مهماً للباحثين في تراجم أعلام عمان، وقد أعدت دراسات أكاديمية حول منهجها وقيمتها العلمية.
المصدر: الموسوعة العمانية ـ الطبعة الأولى ـ الجزء الأول ـ ص 64 ـ 65