شؤون عمانية
إبراهيم بن سعيد بن محسن العبري “1896 ـ 1975” فقيه وقاضٍ وشاعر، ولد يوم الأحد 7 رجب 1314هـ ـ 12 ديسمبر 1896م من الحمراء بمحافظة الداخلية، تتلمذ على يد ماجد بن خميس العبري، ومحمد بن شيخان السالمي.
تولى منصب القضاء في الرستاق في حوالي العشرين من عمره، وبقي فيها حوالي سنتين قبل أن ينتقل إلى نزوى، ثم عينه السلطان سعيد بن تيمور “1932 ـ 1970” قاضياً على صحار، وبعد أربع سنوات تقريباً استقال من منصب القضاء، فعينه الإمام محمد بن عبدالله الخليلي “1920 ـ 1954” والياً وقاضياً في عبري، ولم يلبث بها طويلاً فرجع إلى بلده الحمراء، فدعاه السلطان سعيد بن تيمور مرة أخرى إلى مسقط وجعله قاضياً ورئيساً للمحكمة الشرعية، ثم رئيساً لمحكمة الاستئناف والقضاء الشرعي، ومنذ عام 1970 ولي الإفتاء حتى وفاته عام 1975م.
من آثاره العلمية كتاب “تبصيرة المعتبرين في تاريخ العبريين” وله أرجوزة في 50 بيتاً بعنوان “هداية الجَهول إلى ما يلزمه من الأدب في صحابة الرسول”، وله رسالة في أسماء مناطق عمان، وشرح للامية أحمد بن النظر في الولاية والبراءة، وله تراجم لبعض علماء عصره، وتحقيقات وتعليقات لبعض الكتب الفقهية والتاريخية وفتاوى وجوابات نثرية ونظمية، وله مجموعة من المحاضرات التي سجلها تلفزيون سلطنة عمان وإذاعة سلطنة عمان، وقصائد متفرقة.
من شعره قصيدة في مدح الإمام محمد بن عبدالله الخليلي مطلعها:
كملتْ لنا بوجودك السرّاءُ
وتهلّلت لقدومك الحمراءُ
وبدا محيّاك المنير فأشرقت
أرجاؤها وانزاحت الظلماءُ
وحللتَ في برج السعود مجللّا
فغدت تغار لذلك الجوزاءُ
وله أيضاً قصيدة هنأ فيها السلطان سعيد بن تيمور بعيد الفطر قال فيها:
أتى العيد فليهنأ بك العيد والفطرُ
لأنك أنت العيد للناس والفطرُ
مضى الصوم مشمولاً ببرّك والتقى
وصومك في مجموعه الخالص البرُّ
إذا سُرَّ أقوام بأيام عيدهم
فنور محيّاك المسرّة واليسر
ومن شعره قصيدة يمدح بها الصيف، ردّ فيها على محمد بن سعيد العوضي الذي مدح الشتاء وذم الصيف في إحدى قصائده، فقال العبري عن الصيف:
فيها الفواكه أصناف منوّعة
والنخل يانعة والكرم ذو كرم
إذا أديرت كؤوس البن يقدمها
رطب الخلاص على صخر من النعم
وافتر ثغر أزاهير الرياض فقل
طاب الزمان فدم يا صيف واستقم
فكل فواكهه واشمم أزاهره
واشرب على ظمأ من بارد شبم
توفي إبراهيم بن سعيد العبري في الوطية بمسقط، يوم الجمعة 1 ربيع الأول 1395هـ ـ 14 مارس 1975م، ودفن في الحمراء.
المصدر: الموسوعة العمانية ـ الطبعة الأولى ـ الجزء الأول ـ صـ33