مسقط- شؤون عمانية
شارك معالي الدكتور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة اليوم الخميس في الاجتماع المرئي لفريق عمل الأمم المتحدة المشترك بين الوكالات والمعني بالوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها.
وقد تم التطرق في الاجتماع إلى بحث آلية تصدي الدول والحكومات للأمراض غير السارية في ظل الجائحة التي تغزو العالم منذ أكثر من ثمانية أشهر، وأهم التحديات التي قابلت تلك الدول والتباحث حول كيفية تفعيل وتطوير الاستجابة للوقاية من الأمراض غير المعدية كالأمراض المزمنة والأمراض المتعلقة بالصحة النفسية وكيفية تقديم الدعم للحكومات للسيطرة والحد من تلك الأمراض التي أصبحت تشكل هاجسا مقلقا في جميع أنحاء العالم.
وفي كلمة ألقاها في الاجتماع قال معالي الوزير الدكتور أحمد بن محمد السعيدي : تعتبر الأمراض غير المعدية مسؤولة بالفعل عن حوالي 72٪ من جميع الوفيات التي حدثت في عمان في جائحة كورونا الحالية، حيث ترتبط النسبة الأكبر من الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان ، وتبلغ مخاطر الوفيات المبكرة بسبب الأمراض غير المعدية نحو 18٪.
كما أكد معاليه أن من بالغ الأهمية ضمان إعطاء الأولوية لأصحاب الأمراض المزمنة في الاستجابة لـ COVID-19 ، و اعطاء الأولوية لاستمرارية الرعاية لهذه الفئات .
وأضاف : اننا في سلطنة عمان عملنا على مواصلة العمل بشأن الأمراض غير المعدية والصحة النفسية في الاستجابة للوباء، كما عملت عُمان على ضمان استمرارية رعاية المرضى المصابين بالأمراض غير المعدية والاضطرابات النفسية في جميع مستويات الرعاية، علاوة على ذلك فإن الدمج الحالي لإدارة الأمراض غير المعدية والوقاية منها في الرعاية الصحية الأولية قد جعل من السهل توفير نهج أكثر سهولة وجدوى للمرضى لتلقي الرعاية وضمان توفير الأدوية بانتظام.
واستطرد : كما تم إعادة ترتيب مسارات الخدمة لأولئك الذين يسعون للحصول على رعاية الأمراض غير المعدية للحد من الاختلاط أو التقارب البدني مع الاستمرار في ضمان تقديم الأدوية بانتظام ،والتأكد أن أولئك الذين يعانون من أمراض لا يمكن السيطرة عليها قادرين على تلقي الرعاية المناسبة.
وقد دعت الحالات التي فرضها الوباء إلى مزيد من الابتكار ، واعتمدت التدابير المتخذة على جميع مستويات الرعاية على استخدام التكنولوجيا في زيادة الوعي وتقديم المشورة من خلال خدمات الخط الساخن وعيادات الطب عن بعد ، وكذلك استخدام التكنولوجيا في تحديد المواعيد لجمع الأدوية والمشاركة القياسات الحيوية مع الطبيب المعالج.
نتيجة لذلك ، أظهرت البيانات الأولية أن 98٪ من المرضى المسجلين في الرعاية الصحية الأولية كانوا قادرين على مواصلة تناول أدويتهم إما عن طريق جمع الأدوية من مرافق الرعاية الصحية الأولية أو تسليم أدويتهم إلى منازلهم. وقد أفاد أكثر من 80٪ من المرضى بأنهم تلقوا آخر متابعة في الأشهر الثلاثة السابقة للتقييم.
وحول الصعوبات الحالية تحدث معالي الدكتور أحمد السعيدي إن هناك بعض البرامج المؤجلة بسبب وضع جائحة كوفيد19 مثل خدمات برنامج الفحص الوطني لارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول وأمراض الكلى المزمنة، مما يزيد القلق من الارتفاع المتزايد في عدد الأفراد المصابين بالأمراض المزمنة التي لم يتم تشخيصها بعد.
وتطرق معالي وزير الصحة في كلمته إلى الصحة النفسية التي تعتبر احد اهم انواع الأمراض الغير معدية، وعن مدى تأثير عمليات الإغلاق التي فرضتها الجائحة إلى زيادة المخاطر السلوكية، مثل الخمول البدني واتباع الأنظمة الغذائية غير الصحية علاوة على ذلك ، العبء الكبير الذي يضعه فيروس كورونا على الصحة النفسية ، ليس فقط على مستوى العامليين الصحيين بل على السكان عمومًا ، فكم من شخص قد فقد عزيزا عليه ولابد أن ذلك يتسبب بإرهاصات نفسية وتوترات.
موضحا انه لذلك من المهم إيلاء الاهتمام لخدمات الصحة النفسية وضمان استمرارية الرعاية في هذا المجال الإنساني.
وأشار معاليه الى ان ظروف جائحة COVID-19 قد أظهرت نهجًا حكوميًا شاملاً قويًا في مستوى الشراكة بين جميع القطاعات في الدولة حتى غير الصحية منها و التي يمكن أن تلعب دورا مهما في الأمور المتعلقة بالصحة في أوقات الحاجة .حيث الجميع الان في وقت يعترف فيه العالم بالصحة كأولوية.
واختتم معالي الدكتور احمد بن محمد بن عبيد السعيدي كلمته قائلا: أود أن أشكر الاتحاد الروسي ومنظمة الصحة العالمية على دعوتي للتحدث وأكرر التزام عُمان الراسخ بضمان حصول المرضى الذين يعانون من الأمراض غير المعدية على الرعاية التي يحتاجون إليها ، وتعزيز المعرفة والبحث لخدمة شعبنا بشكل أفضل ومواصلة التحرك نحو التغطية الصحية الشاملة على الرغم من كل التحديات.
السعيدي كما رحب معاليه بإنشاء الصندوق الائتماني للأمم المتحدة بشأن الأمراض غير المعدية والصحة العقلية الذي سيدعم بالتأكيد البلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل خلال هذه الأوقات الصعبة٠
كما أكد قائلا :إن عُمان ملتزمة بمكافحة الأمراض غير المعدية من خلال المشاركة الوثيقة مع جميع القطاعات ، حسب اقتضاء الحاجة وذلك لتحقيق أهداف الصحة العامة أثناء هذا الوباء وحقيقة أن التفاعل بين COVID-19 والأمراض غير المعدية قد يزيد من العبء العالمي للمرض ، مما يجعل من الضروري الاستفادة من اهتمام القطاعات غير الصحية بالصحة والانخراط معهم في المناقشات التي تضمن عدم تهميش وجود الأمراض غير المعدية في ظل المعركة ضدCOVID-19.