مريم محمد البلوشية*
يحرص جميع الآباء والأمهات على أن تكون تربيتهم لأبنائهم تربية صحيحة ومثالية، ولكن في بعض الأحيان تقف الظروف عائقا تجاه هذا الأمر، ولا يجد الأبناء من يرشدهم إلى الطريق الصحيح.
من وجهة نظري، أرى أن التربية تتطلب ثلاثة جوانب مهمة في حياة كل ابن وابنة، تتلخص هذه الجوانب في: “الجانب العاطفي، الجانب المادي، الجانب الأخلاقي.
في الجانب العاطفي، تتأثر الابنة بشكل أكبر عندما تفتقد الحب والاهتمام في المنزل، وقد تضطر للبحث عن هذا الاهتمام المفقود خارج المنزل، وقد تعرّض نفسها للابتزاز في حال وقعت ضحية لمرضى النفوس، ما يدفعها للانتقام أو إيذاء نفسها أو للانتحار.
بعض الظروف الأخرى مثل: انفصال الأبوين، المشاكل الزوجية المستمرة، العنف الأسري أمام الأبناء، وفاة أحد الأبوين قد تكون سببا في وجود فجوة بين الآباء والأبناء وفقدان الاهتمام والاحتواء.
لذلك، أرى أنه من الضروري أن يكون الوالدان قريبين من أبنائهم ويتعرفون على اهتماماتهم وسد حالة الفراغ العاطفي التي قد تصيبهم.
أما الجانب المادي، فعندما يرى الابن أنه في حاجة إلى المال ولا يستجيب له الوالدان، حينها يشعر بالحرمان، ويتسلل إليه شعور تقصير الوالدين تجاهه، فيبدأ في البحث عن أساليب غير صائبة لكسب المال.
وقد يدفع الحرمان المادي الأبناء إلى السرقة أو القتل أو الاتجار بالممنوعات لتوفير المال الذي حُرم منه في منزله، لذلك يجب على الآباء غرس قيم القناعة في الأبناء وعدم الإسراف في الإنفاق وزرع قيم الخير وعدم التعدي على الآخرين أو على ممتلكاتهم.
كما يجب على الآباء توجيه أبنائهم بعدم وضع أنفسهم في مقارنة مع الآخرين، سواء من الناحية المادية أو أي نواحي أخرى.
الجانب الثالث وهو الجانب الأخلاقي، فإن كل تصرفات كل شخص تكشف عن أخلاقياته وتأثره بالتربية في البيت والمجتمع والمدرسة، فكل هذه العوامل تؤثر في
أخلاق الابن.
وهنا تظهر أهمية تثقيف الابناء دينيا وإرشادهم إلى ضرورة اختيار الصحبةالصالحة، وتربيتهم على الأخلاق الحميدة، أيضا يجب الاهتمام بمعرفة أصدقاء الأبناء وسلوكياتهم حتى لا يتأثروا بالسلب من تصرفاتهم.
وفي المجتمع المدرسي، يظهر دور المعلم كونه القدوة الحسنة، فالمعلم له تأثير على أخلاقيات الطلاب وسلوكياتهم، ويجب عليه أن ينصت إلى الطالب عندما يلجأ إليه ويكون خير ناصح له حتى لا يلجأ إلى صحبة سيئة تجعله يضل الطريق.
وأخيرا، كونوا قريبين من أبنائكم، أنصتوا لهم ولا تستهينوا بأثر الكلام الإيجابي، لأنه يعطيهم القوة والثقة بالنفس.
*طالبة قانون