عائشة أل عبد السلام
إن التعاون المشترك بين جميع الجهات له أهمية كبيرة في تخطي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لأزمة فيروس كورونا ودفعها نحو التعافي السريع ، حيث أن فتح حزم من الأنشطة الاقتصادية بشكل تدريجي من قبل اللجنة العليا المكلفة ببحث أليات التعامل مع فيروس كورونا ، ساهم بشكل كبير في عودة المستهلكين للسوق بعد تقيد حركتهم بقرار حظر التجوال ، والحياة بدأت تأخذ مجراها شيه الاعتيادي وتمكن عددد كبير من أصحاب المؤسسات من مباشرة أعمالهم التجارية ومحاولتهم في اعادة التوازن المالي إلى سابق عهده .
إن الاغلاق الكامل والجزئي الذي لم تشهده المؤسسات من عشرات السنين وبالاحرى هناك مؤسسات لم تشهده اطلاقا منذ بدء نشاطها التجاري ، قدم عددًا من الدروس المجانية لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أهمها : لابد من توفر خطة بديلة تعينهم على مواجهة أي أزمة قد تفاجىء سير عملهم .
لقد شغل فيروس كورونا أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ، وبحكم عملي في الإعلام أتابع مدى تأثير الجائحة على أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وماتكبدته مؤسساتهم من خسائر مالية ، ولا أخفي أن عدد كبير منهم مرتبك من تأثيرات الجائحة على مستقبل مشروعه ، في حين أن البعض الأخرى يحاول جاهدا انقاذ مشروعه والعودة به إلى اقرب مرسى للأمان .
في ظل حالة الارتباك العالمي هذه أمام فيروس كورونا، لابد أن يتعامل أصحاب المؤسسات مع الأزمة ومواجهتها ، وهذا ما أراه كل يوم في مقر عملي ، فلا يمضي علينا يوما دون أن نستقبل العشرات منهم وما لفت نظري هو بريق الأمل الذي يحدوهم متمسكين بقوله تعالى “لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا” ، فبعضهم يحدثنا عن الخطط البديلة التي لجأ إليها وبعضهم جاء ليأخذ بالمشورة ، ولايغيب عن ذهني أن اتحدث عن التماسك الذي اشهده في شخصياتهم وعن القوة التي تدفعهم للمواصلة حتى نهاية المطاف .
ومن مبدأ ((يسِّروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تُنفِّروا)) وصندوق إنماء منذ بدء المحنة يتواصل مع أصحاب المؤسسات لدعمهم وبث روح التفاؤل في نفوسهم ، محاولين بشتىء الطرق التضامن معهم في ظل تأثيرات هذه الأزمة ، أن المؤسسات التمويلية بشكل عام لابد لها من وقفة مع عملائها بضرورة توجيههم إلى مسارات بديلة تساعدهم على الحد من الأضرار التي يتكبدوها جراء تأثيرات الأزمة .
مهما اشتدت الأزمة ومهما بلغت تأثيرتها ( سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ) وبفضل الجهود المبذولة والخطط التي تم وضعها ، ستعود المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من جديد وسوف تحقق التعافي بفضل القوة البشرية التي يضمها قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالسلطنة .
وختام القول ، لابد من توطين مصطلحات في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مثل إدارة الأزمات المفاجئة ، التعافي السريع ، إعادة التوازن المالي ، إعادة النمو وغيرها من المصطلحات التي من شأنها أن تعد وتهيىء أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لأي ظروف طارئة قد يشهدها القطاع ، والتي قد يراها البعض في بداية الأمر غير مجدية ولكن من يفهم في أعماق هذا القطاع قد يدرك تأثير هذه المصطلحات في صمود المشاريع التجارية ضد أي أزمة قد يتعرض لها مستقبلا .