شؤون عمانية- زينة بنت راشد الجمادية
حديثنا اليوم عن روحٍ طَموحة متعدِّدة المواهب، صاحب هِمّة، إنه الشّاب العُماني عَلِيٌّ بن موسى البلوشي، الذي اكتشف مواهبه منذ الصغر، وهي: التّمثيل والكتابة، حيث أثّرت نشأته في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية على تنمية روح الجمال بداخله، لما تتميَّز به هذه الولاية في تاريخ خالد، والتي تزخَر بالمُقوِّمات السياحيّة والتاريخيّة المنتشرة وأيضاً الفنون الشعبيّة والتشكيلية.
وكما يقال: إنَّ الطُّموحَ أعظم ما يتحلّى به المرء، فعَلِيٌّ شاب طموح ويحب عمله، وهذا ما جعله اليوم ناجحًا في المجالات كافة التي يبدع فيها، حيث يُعدُّ من الفنّانين المثابرين المجتهِدين الحريصين على شغفهم، وعلى الرّغم من الدَّعم فلا يعرفه الكثيرون، كما يَهوى التَّمثيل منذ صغره، حيث كان طموحه في مجال الفنّ أنْ يصبح ممثّلًا وكاتبًا يومًا ما، وعلى الرّغم من أنّه قدَّم في مجال التمثيل إلا أنّه كان يُقابَل بالرَّفض في كلِّ مرّة، ونتيجة ذلك أصابه في بداية مشواره نوع من الإحباط الشديد وعدم القدرة على الاستمرار، ويعدّ عليٌّ أحد الأشخاص الذين خضعوا لتجارب كثيرة وفشلوا مرَّة تلو الأخرى، في طريق منحدر، ولكن تمكّنوا من كَسْر نمط الفشل وحقّقوا نجاحات عديدة في مجالاتهم.
إنَّ علي شخصيّة هادئة نوعًا ما، صبورة جدًّا تحبُّ العمل والاستماع والإنصات، وعندما يأتي دوره على الخشبة السمراء يصيبه جنون عميق، وكما تعلمون فإنَّ المسرح هو مِنصَّة لتوصيل الرسالة، وهذا الشّاب عندما يتقمَّص الشّخصية يعطيها كلَّ ما عنده من الإحساس والطاقة التي أراد إخراجها في الماضي، و علي لديه شخصيّة جميلة ومُبهِرة في رسم حركة المسرح، كالمسرح الصامت، فأتوقّع له شأنًا كبيرًا في هذا المجال، فعندما يمثّل في عمل صامت، فإنّه يوحي من خلال جسده أنّه فنان حاضر بقوّة ليكون في هذا المسرح ، كما انه فنان رائع وجميل وطموح بنفس الوقت، وهو أيضًا من مُحبّي مجال التصوير، وقد عُرفَ عليّ بأنه شاب مجتهد جدًّا ودائمًا يحبّ عمله بشغف، وهو منظَّم رغم الإمكانات البسيطة التي كان يمتلكها سابقًا، لكنه يستطيع أن يظهر بمظهر جميل جدًّا، سواء في التصوير الفوتوغرافي أم الفيديوغرافي، في المناسبات الرياضية، والمحافل, والمسرح وبعض الأعمال السينمائية.
عليّ موسى تحدى الكثير من الأمور الصعبة وكافح لتحقيق أهدافه، التي كانت في بداية المشوار صعبة جدًّا ومحفوفة بالصِّعاب والمشقّات، وهو من الأشخاص الذين كافحوا حتى وصلوا إلى أهدافهم التي كانوا يسعون إلى تحقيقها، حيث إنه يقوم برسم وبناء طريق وصوله إلى النجاح، وكما تعلمون فإنّ الطّموح هو المفتاح الأساسي للنجاح، ولأنّ المستقبل عظيم وتحقيق الإنجازات يصيبنا بفرحة عظيمة، ولأنّ أحلامنا تستحقّ أنْ نتعب من أجلها، ونسرد الصعوبات في سبيل تحقيقها، فهي جسر العبور لمعنى الحياة.
ففي بداياته خلال فترة الدراسة، انطلق عليّ للكتابة والتمثيل، حيث قال: إنَّ الكتابة والتمثيل جزء لا يتجزا من حياته الشخصية. لقد تحدّى كلّ الصّعاب والمطبّات في المسرح، كما واجهته العديد من الصعوبات، لكنّه شارك وتحدّى.
حدَّثنا عليّ قائلًا: “الكتابة هي عالمي الثاني، حيث توجد لديّ رسالة تصل إلى قلوب مَن له إحساس بالقراءة، ولكنَّ كتاباتي هي رسالة للكلّ، لشخص يتذوّق لمسات من أحرفي حتى أصنع له طريقًا وأشاهده يتمعَّن ويتغيّر من تلك العبارات التي أُخرِجها من كياني”، كما كان يعشق مجال التأليف، فقد كان وما زال تأليفه جميلًا جدًّا، ويحبّ أيضًا كتابة المقالات الصحفيّة، سواءٌ في الرياضة أم أخبار الفنانين أم أخبار المسرح، ولديه العديد من الحوارات والمقالات الصحفية، حيث كتبَ عن الكثير من القامات الكبيرة التي لها إنجازاتها المحلية والخارجية، وكتبَ أيضًا عن شخصيات عربية وخليجيّة، ولديه رسالة في هذا المجال ممثلة في تسليط الضوء على تلك المواهب، التي يريد ألّا تُظلم، وأن تظهر بكلّ ما عندها، لأنَّ عُمان ولّادة بالمواهب.
وفيما يتعلَّق بمشاركاته، فقد ذكر عليّ أهم مشاركاته المحلية، والتي منها: مشاركته في اسكتش مسرحي باللغة الإنجليزية في كلية العلوم التطبيقية بنزوى في عام 2010/2011، ومشاركته في مسابقة “نجم المسرح” في كلية العلوم التطبيقية بنزوى، عام 2011/2010، وكذلك مشاركته في مهرجان الإنشاد الأول مع فرقة الإنشاد بكلية العلوم التطبيقية، عام 2011/2010، ومشاركته في مهرجان المسرح الأول لكليات العلوم التطبيقية وكان من ضمن “إدارة خشبة”، والذي أقيم في ولاية صحار، ثمّ مشاركته في مسابقة الفنون التشكيليّة التي نظّمها فريق صور للفنون التشكيليّة؛ حيث حصل على جائزة تحفيزيّة، وشارك أيضاً في مسابقة الإبداعات الشبابية، عام 2017م، وحصل على المركز الثالث في مجال التصوير على مستوى ولاية صور.
وعلى صعيد مشاركاته وأعماله، فقد جاءت لعليٍّ عروض أعمال مسرحيّة خلال عيد الفطر، حيث رُشِّحَ من قِبَل الكاتب والمخرج: عادل سالم الرديني، للمشاركة في مسرحية جماهيريّة تحت عنوان “شيطان بغام”، والتي أقيمت ثاني وثالث أيام عيد الفطر المبارك، عام 2016م في ولاية الخابورة، فقد قدَّمَ أول عرض جماهيري مسرحي يحفُل بالحضور والتشجيع، وكان هذا العرض لإثبات أنَّ عليًّا يعشق المسرح، الذي يهفو بداخله، كما أُعطي دور من المخرج، ولكنَّ الغريب أنَّ عليًّا لم يحضر أيّ بروفة مسرحيّة بسبب بعد المسافة، لكنّه تمكَّن من حضور يوم العرض فقط، فقد كانت شخصيته تأخذ دور مجنون الحارة، وسُلِّط الضوء عليه إلى أن انتهى العرض، حيث كان الجمهور ينتظره بشغف ليخرج مرة أخرى ويؤدّي دوره، وعندما يخرجُ على الخشبة يصفِّق له الجمهور، وكان يكسب حبّ الجمهور في أول عمل له، وشهد هذا العرض مشاركة عمالقة في عالم المسرح العمُاني، فقد كانت من تأليف الكاتب عادل بن سالم الرديني وإخراج قاسم الرواحي.
كما شارك في مسرحية جماهيريّة تحت عنوان “حكمة مجانين”، والتي أقيمت أول وثالث أيام عيد الأضحى المبارك، عام 2017م في ولاية الخابورة وولاية شناص، شاركه فيها الفنان القدير عبد الله أبو عابد، الذي جسّد دور السوداني بطابع كوميدي، كما أضافت هذه المسرحية شخصيات لها بصمة في المسرح العمُاني، حيث كانت من تأليف وإخراج: عادل بن سالم الرديني, وتعد هذه مسرحية جماهيريّة كوميديّة، حيث تمكَّن عليّ من تقمُّص الدور باحترافيّة، حيث أُعجب الحضور بأدائه، رغم أنه أدّى مشهدًا واحدًا وبسيطًا لا يقل عن ثلاث دقائق، فقد مثَّل دور الحزين، اشتعل عليّ بإحساسه وبكائه على تلك الخشبة، حيث نزلت الدموع من بعض الجماهير الحاضرة، يا له من شعور لا يوصَف أبدًا، فلا بدّ من استغلال شخصيته والعناية بها وتسليط الضوء عليها، لا نريد أن نخسرها في مسارحنا أو المسارح الخارجية.
وفي سياق آخر، صرّح عليّ قائلًا: كنت لا أعلم يومًا بأنني سأكون مصوّرًا رياضيًّا، ولكنَّ السبب في ذلك هو حُبّي وشغفي بممارسة هذا المجال، فقد ترشَّحت من قبل اللجنة الإعلاميّة بنادي صور في 2017، ويرجع الفضل لله سبحانه وتعالى أولًا ثمّ إلى الأستاذ أحمد البلوشي وأيضا أعضاء اللجنة الإعلامية جميعآ.
وفي هذا السياق، شارك عليّ في تغطيات تصويريّة كثيرة، منها: تصوير دوري عمانتل، ودوري الدرجة الأولى والثانية، وكأس صاحب الجلالة السلطان قابوس -رحمه الله- وكأس السوبر، وكأس الاتحاد، وتم تكريم علي موسى من بعض الجماهير الصوراوية وذلك نظير جهوده الكبيرة الواضحة في نقل وتصوير ومتابعة فرق النادي, أما مشاركته الخارجية، فقد شارك في فيلم بعنوان (سرّ الشنطة) في المملكة العربية السعودية، من تأليف وإخراج الفنان جميل القحطاني في عام 2018، حيث عُرِض هذا الفيلم في السنة الماضية 2019 في قناة مصرية وهي “الحدث اليوم”، وكان لدى عليّ حلم بأن يشارك في تغطيات خارجيّة، وقد أتته فرصة كبيرة جدًّا بالنسبة له، حيث تواصل رئيس اللجنة الإعلامية في النادي الأستاذ أحمد البلوشي، ولله الحمد اختير من قبل اللجنة كونه عضوًا لديهم للمشاركة في تغطية بطولة التحدي الدولية في مجال التصوير في بطولة العين الدولية برفقة فريق عُمان للجوجيتسو، التي أقيمت في إمارة العين في شهر أكتوبر 2019م، وقد رُشِّحَ أيضًا مصوِّرًا فوتوغرافيًّا برفقة أخيه المصور الثاني حمود العريمي في بطولة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، برفقة الفريق الأول لنادي صور، والتي أقيمت في شهر يناير 2020م في دولة فلسطين، وقد اختير مرَّة أخرى مصوّرًا فوتوغرافيًّا في بطولة التحدّي الدولية التي أقيمت في أبو ظبي برفقة فريق عُمان للجوجيستو، في شهر فبراير 2020م.
وفي سياق آخر، أضاف قائلًا: إنّ لديه عملًا غنائيًّا بعنوان “سيد القلب” من كلماته، وألحان وغناء “هيثم هلال”، ومن إنتاج نوتة للإنتاج الفني، وصرَّح لمجلة نيوز ستار قائلًا: أوّلاً، أشكر طاقم العمل جميعاً على بذلهم قُصارى جهدهم ليكون عملاً راقياً، أمّا عن جانب الدعم؛ فقد كان بعض المقرَّبين من حولي، ممَّن أُكِنُّ لهم اعتزازاً وحبّاً كبيرَيْن، يدَّعون محبَّتهم ومساندتهم لي، ووعدوني في البداية بالدَّعم والسند، وقالوا: “سنقف معك في هذا العمل يا علي وسندعمك بكلِّ جديد”، إلا أنَّني تلقيتُ منهم خذلانًا وتخلِّياً لم أتوقعه عندما صدر هذا العمل؛ فقد اختفوا فجأة ولم أجدهم وتركوني وحيداً أبحث عمَّن يساندني في نشر هذا العمل، وكونه أول عمل غنائي يصدر من كلماتي كانت الصدمة قاسية عليَّ، في بداية الأمر شعرتُ بالألم والفَقْد، ولكن بعدها تعلَّمتُ درساً مقنِعاً، وعرفتُ قدري عندهم، وانكشفَتْ محبَّتهم الزائفة، ووُعودهم الكاذبة.
وقدم عليُّ شكره قائلا: من لا يشكر الناس لا يشكر الله, شكرا, هي قليلة في حقكم لا أعرف كيف أعبر عن الشكر والإمتنان لكم ولكن شكر لكل من وقف بجانبي وساندني ومنحني حافزا في أكمال مسيرتي, كان كلامهم يقطر عسل وكلمات طيبة تحفو بالمصداقية وكان لها تأثير كبير في نفسي وتشجيعهم جعلني أقف اليوم وقفة صارمه وشكرا لكل من نصحني ودلني على الطريق الصح الذي أذهب فيه لإنجاح مسيرتي, وشكرا لمن جعل من حياتي شيئا مختلفا ولكن لا تجد ناجحا وصل إلى القمة دون أن يستند إلى أهله وأصدقائه وأساتذته والخبراء.
الإبداع دائمًا مرتبط بالتميّز، والطموح كذلك مرتبط بالإبداع، فلا وجود للتميّز دون إبداع، ولا يمكن أن يستمر الإبداع دون طموح.
وفي النهاية عزيزي القارئ، الشَّغف يقودك نحو الطموح، فعَلِيّ شابٌّ طموح، ولا يزال يسعى جاهداً نحو التقدُّم والنَّجاح في مجالاته الإبداعية، فكونوا يَدَ عونٍ لهذه الأرواح؛ فـعُمانُ ولّادة بالمواهب والإبداعات.