مراد غريبي *
تحت وطأة جائحة كورونا ، أصبحت اليوميات جد متقلبة بل كل شخص منتج و نشيط و عملي لاحظ تقلب مزاجه و برامجه و عاداته، و اولوياته، هكذا يعيش الجميع ظاهرة الحذر و التوجس والحيرة، على كل المستويات، أرغمت كورونا بنجوميتها العالمية شرائح المجتمع التقيد بتعاليم الوقاية و السلامة، وقيدت فقه العلاقات في تحيات من بعيد و سلامات عبر الوسائط التقنية للتواصل، حتى أقرب المقربين أصبحت لقاءاته محدودة و عن بعد، هكذا رغما عن انف الجميع ترسخ التعايش عن بعد، و بات التقارب ليس بإحتشام و لكن بحكمة؟!!
• جائحة كورونا ساعدت في إعادة الاعتبار للحضور المنزلي و الاجتماع الأسري و لو صوريا و وقائيا، لكنه حضور و تقارب أسري، فاللمة عادت مع كورونا و في غير مواسم الأعياد و الحفلات، السفرة كانت موحشة بالنسبة للأمهات و الزوجات لكنها مع كورونا استعادت رونقها و بهجتها ولو حجريا!!
• مع كورونا تعثرت العديد من التجارات و ساد الكساد عدة أسواق، كما تفكرت الألباب في سبل السلام ، أعرف العديد من التجار تجاوزوا محنة الكساد الكوروني بصفقات مع الله رتبت أمورهم و ألهمتهم حلولا سحرية اعادت لتجاراتهم صحتها و أرباحها و لو بشكل بسيط لكن كثير منهم قال: الحمد لله،ربح قليل مع خير الصحة و العافية كثير!!
• كورونا صحيح انها ارغمت الحكومات بغلق بيوت الله و حتى بيت الله الحرام و اقتصار الفريضة الخامسة على حاضري ارض الحجاز، بالرغم من كل هذا صعدت بورصة الدعاء إلى الأوج، هناك من نسي الصلاة أو الحفاظ عليها و إقامتها بحق و عدل او تلاوة القرآن و حفظه لكن كورونا رتبت الأوضاع العبادية والروحية أو الثقافية الدينية للعديد من الأشخاص شبابا و كهولا و شيوخا، أثارت وعيا قد يبدو غريبا لكنه بعد تفكر يصبح استفاقة بعد استغراق دنيوي بليد..!!
• كورونا عطلت المصالح و أوقفت الاعمال و أخلت الشوارع و الطرقات و الأماكن العامة و الشواطئ ووو..لكن كورونا ساعدت البيئة شيئا ما في محنتها مع بني البشر، هكذا كورونا منحت الطبيعة نوعا من الهدوء البسيط..
• كورونا هددت الإنسانية في وجودها و ضاعفت للمستضعفين هم الصحة،لكن كورونا أبلغت القابلين للاستعمار أن العزة و الصحة و التنمية و الأمن و السلام لا تشترى بثمن و إنما تنال بطلب العلم و نيل التحرر، كورونا كشفت زيف الشعارات و وهم القوة و ترف الجاه، هكذا كورونا تعلم اولي النهى من أين تؤكل الفخذ !!!
• كورونا بالفعل كان سببا في وفاة النفوس و زادت من أمراض النفس مع أمراض الجسم، و تضاعف العنف بكل أنواعه كما استفحل الفساد بشتى أشكاله، لكنها فتحت عيون الكثير عن حقائق الحياة و معادن الناس و موازين القوة الحقيقية بالعلم و المعرفة والقيم و الأخلاق و ملء فراغات حياته بما ينفع..
• حرمت كورونا الناس الكثير لكنها علمتهم التواضع و الحكمة و الصبر و القيم العادلة، كورونا رغم أنها أفسدت الروتين و القناعات و الانتماءات التي كان يعيشها الناس لكنها رتبت الوعي في العديد ممن ألقى السمع و هو شهيد…
هذه تأملات بسيطة تحكي قصة كورونا الرحمة و الهمة و الإنسانية والتسامح و التوبة و الاستغفار و الجد و الاجتهاد و العفة و الرجاء و الأمل و التعاطف و الاتحاد و التعاون و التآلف …كورونا ومضة من آثار رحمة الحنان المنان.. ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!!!
و للحديث بقية..
*كاتب و باحث من الجزائر