مطر بن سالم بن مسلم الريامي
سيقبل علينا بعد عدة أيام عام دراسي ليس ككل الأعوام ، ففي ذاكرة الأطفال في السنوات الماضية كانوا في بداية العام الدراسي الجديد ينتظرون طلوع الشمس وحقائبهم بجانب رؤوسهم يملؤونها قبل النوم بالأفكار والأحلام المستقبلية، وتخيل قصص كيف سيكون اليوم الأول ، والدشداشة الجديدة والكمه قد جهزتا، وكل أدوات المدرسة جاهزة. فما الذي حصل هذا العام؟ إلى الآن لا حقيبة ومازالت الأفكار والأحلام والقصص ، وما زالت الشمس لم تسطع .
هل يا ترى لن نسمع جرس الطابور وقد وصُف لنا أن صوته مميز ، ماذا عن السلام السلطاني وقد ربينا على انه بداية التعيير عن الولاء والانتماء ، معلمتي التي ستكون مربية الصف تستقبلني بابتسامه بل وأحيانا بهدايا لتشعرني بالأمان وتسلمني الكتب وتنصحني بالاهتمام بها ، قالوا لي ستحظى بأصدقاء جدد ، إذن ما الحكاية ؟
حتى مع تعود أبنائنا على طول فترة غيابهم عن المدراس لكني أجزم أنهم أيضا أصبح يهمهم معرفة كيف ستؤول إليه الأمور ، وهنا يأتي دورنا كمجتمع عامة وكأولياء أمور خاصة لتوعيتهم أن كل أمر قد تقرره وزارة التربية والتعليم -مشكورة بإذن الله- سيكون في صالحهم ، يجب علينا أن نهيئ أبنائنا من الآن على تقبل أي سيناريو من السيناريوهات التي نعتقد انها ستكون في الصالح العام والأهم وهي سلامة أبنائنا الطلبة ، لكن ليتماشى ذلك والحرص على أن يتعلم الجميع وأن لا يستمر هدر الوقت ، قد لا يكون القرار أن نعود للمدارس مبكرا لكن سنعود يوما وبالتالي يجب ان نزرع في أبنائنا ان المدراس مهما آلت اليه الظروف ستبقى مصانع العقول النيرة وقدسيتها في كونها ليست الا لطلب العلم والمعرفة .
طرحت الوزارة مؤخرا استفتاء للرأي العام ، وهي خطوة لعلها لإشراك المجتمع في صنع القرار هذا بخلاف متابعه مهنية لكل ما يطرح في وسائل التواصل الاجتماعي حول هذا الموضوع ، لكن أملنا يبقى ان يكون اتخاذ القرار بقدر تلهف الناس وطول انتظاره ملبيا المأمول الذي يناشد به المجتمع ” لا ضرر ولا ضرار ” ، نثق بمعالي وزيرة التربية والتعليم فهي من الخبرة بمكان التوفيق بين كونها أم والمسؤولة الأولى عن التعليم ما قبل الجامعي بسلطنة عمان.
بلا شك التحديات كبيرة فخصوصية المجتمع العماني وما يتميز به قد تفرض اتخاذ قرار دون آخر والمضي في مرحلة معينة بسيناريو معين وأخرى بسيناريو مختلف ، وخلال ذلك سيكون على كل منا في هذه المرحلة تحمل جزء من المسئولية فالتعليم بكل مفرداته لينجح وتحقق الأهداف المرسومة له لا بد من شراكة مجتمعية ، لنثبت للجميع ان سلطنة عمان كانت ومازالت وستظل تضرب أروع الأمثلة في كونها نبض واحد في تجاوز المحن وتحويلها الى منح .
نعم سيكون عامًا دراسيًا استثنائيًا بتكاتف وتعاون الجميع وسيمر بإذن الله مسطرا ملحمة رائعة ، ستبقى قصة في ذاكرة أبنائنا الطلبة انها كانت سنة كورونا فقط ، نحتاج الصبر وبإستمرار تجديد الأمل بإن القادم اجمل ، وستعود الحقيبة ملئ وسيطربنا صوت الجرس وسنهتف في طابور الصباح ” يا ربنا احفظ لنا جلالة السلطان ” ، والى كل المعلمين الاجلاء سيكون العود احمد بإذن الله ، فرجت وكنت اظنها لن تفرج .
حفظ الله عمان وقائدها مولانا حضرت صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ، وكل الشعب العماني والمقيمين على هذه الأرض الطيبة فردا فردا .