سعاد بنت علي العريمية
يطل علينا يوم الثالث والعشرين من يوليو مختلفا عن التسعة والأربعين عاما الماضية، حيث نادى فيها قائد عمان الراحل السلطان قابوس -طيب الله ثراه- بصوت النهضة، أن هبوا فرادى وجماعات لتبنوا مع قابوس الأمجاد.
وعد السلطان قابوس بإشراق فجر جديد على عمان بعد أن كانت تلتحف ظلام الجهل والفقر والعزلة، فكان له ما أراد مستعينا بالله المعين، وأخلص في عمله الدؤوب، فأحيا أرض عمان وأحيا إنسان عمان بتراثه العريق، وألهب العزم في نفوس شعبه ليكونوا بناة مجد جديد.
لقد وحد السلطان قابوس –طيب الله ثراه- قلوبنا وسواعدنا وأذاب كل ما من شأنه أن يزعزع وحدة صفنا، ونشر التسامح في أرجاء عمان حتى امتلأت قلوبنا ليكون شعار تعاملاتنا في الداخل والخارج.
جاء السلطان قابوس ليرسخ حقيقة إسلامية ماثلة في حياة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حاملا رسالة سلام ووئام لكل إنسان على وجه الأرض، مصلحا بين المتنازعين وقائل: سلاما سلاما لكل سفيه، رادعا بهيبته كل من استثار الفتن، فأنجز في وقت قصير ما يتحقق في مئات السنوات.
كيف لا تمتلئ قلوبنا بحبه وقد ألف بين القلوب وأعطى كل ذي حق حقه، وبين حقوقنا وواجباتنا، لذا فإن الإخلاص لهذا الوطن واجب نحبه كمحبته لنا التي دفعته إلى أن يكون قريبا منا في كل مناسبة ننتظر فيها إطلالته البهية لتنير قلوبنا قبل عيوننا.
وفي هذا العام يأسرنا الشوق والحنين إليك سيدي قابوس، وتنطق قلوبنا بالدعاء لك بجنات النعيم، فكل عام وأنت حاضر بقلوبنا وتاريخ عماننا، وحاضر بمن ارتضيته قائدا لنا، يقود عزائمنا إلى رفعة بلادنا السلطان هيثم بن طارق المعظم.
فكل عام وعماننا تلهج بالشكر لربنا الكريم الذي أكرمنا بك وأكرمنا به قائدا مواصلا لمسيرة النهضة، فلله الحمد على نعم أكرمنا بها وسلبت من بلاد عدة، فالشكر يديم النعم وكفر النعمة يجلب النقم، فاللهم أدم علينا نعمك واجعلنا من الشاكرين، واغفر لباني نهضتنا السلطان قابوس بن سعيد، اللهم آمين.