حسان عمر ملكاوي
عام الوفاء وتجديد البيعة والولاء، وسلطان باني وسلطان مجدد، واعتزاز بالماضي وافتخار بالحاضر واستشراف المستقبل والتمسك بما تم واستكمال لما هو اعظم من إنجازات لا حدود لها وعهدا بمواصلة الارتقاء والبناء.
نعم سلطان شيد البناء وسلطان يواصل المسيرة والعطاء.
وفاء للراحل الكبير وانتماء لبلدنا العظيم وولاء لسلطاننا القدير.
ورغم الم ووجع وكبر مقدار من فقدنا فما خفضت عزيمتنا؛ لان جلالة السلطان هيثم يقود مسيرتنا، تلك هي عنواني احتفالات عيد النهضة العماني في يوبيلها الذهبي التي كان ابرز مضامينها استثمار وبناء الانسان وصناعة الفارق واعتماد الفكر منهاج ثابت وسيادية الدولة والتنعم بالامن والأمان والتساوي أمام القانون وعدم التدخل بالآخرين وشوؤنهم الا اصلاحا او توفيقا او تقريبا. والحديث عن مضامينها يطول ويطول لنهضة شهد القاصي والداني بنتائجها التي عاشها ولمسها المواطن والمقيم والزائر.
ورغم توالي الأحداث والصعوبات ليس فقط في عماننا بل في جميع أنحاء أمتنا وعالمنا إلا إن الإصرار العماني والايمان والعزم وحكمة السلطان تأبى إلا أن تتزايد النجاحات وتقل الاخفاقات وتذلل الصعوبات وتظهر الاأرقام. انه بالعمل والكفاءة والحكمة وبعد النظر انخفض العجز في الموازنة وزاد التحسن في المؤشرات الايجابية وانخفض في المؤشرات السلبية. وتم بقرارات ذات بعد اجتماعي واقتصادي معالجة الآثار الاقتصادية والاجتماعية لأزمة كورونا المتزامنة مع انخفاض أسعار النفط مع عدم إغفال ضرورة التجديد وضخ الدماء والاحتفاظ بالخبرات مبدا للادارة الناجحة لتبقى عماننا مثالا في النهضة والتعايش وايقونة للمحبة والسلام جذورها ثابتة وحاضرها يناطح السحاب ومستقبلها مشرق بعونه تعالى.
وتشاء الاقدار ان المغفور له باذنه تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه وجعل الجنة سكنه ومثواه- شهد كل احتفالات النهضة السابقة وترجل فارسا وصعدت روحه الطاهرة إلى السموات العلا وتخلد في الانفس والقلوب وذرات تراب الوطن تشهد على انجازته وعطاءه، ورحل قبل ستة أشهر من تاريخ العيد الخمسين للنهضة مسلما الأمانه الى سلطان اشار لعماننا لاختياره ويستلم المسيرة سلطاننا جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير يمنه ومسعاه- فقد اعتلى جلالة السلطان ليعلن اننا على العهد باقون وعلى النهج محافظون وبالوفاء ملتزمون وبالعمل والبناء مقتنعون وبالقضاء والقدر مؤمنون. واستمرت المسيرة وتوالت القرارات والانجازات والتفرد لعماننا في الابداعات والشواهد كثيرة سواء في التغييرات او صندوق الصحة او برامج القروض الهادفة والمراكز المتخصصة والاندماجات الناجحة والمجال يطول ويطول.
ونقول حفظ الله عماننا وسائر اوطننا وامتنا العربية والاسلامية ورفع الله الوباء عن الانسانية والواجب الوطني يقتضي ان نلتزم بوعينا بالتعليمات والتباعد الاجتماعي وثقتنا عالية باللجنة العليا وحرصها على دراسة ومعالجة اسباب الارتفاع في اصابات كورؤنا من خلال قرارات جديدة تواكب الحال كما هي باستمرار معتقدا ان الحل من الناحية الصحية رغم اثاره الاقتصادية قد يكون بالاغلاق التام والحظر الكلي او على الاقل جزئي، ونبقى دائما متوكلين وسائلين المولى عز وجل ان يرفع عنا الوباء والابتلاء.
وان كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية.