محمد بن عيسى البلوشي
نبوّة سيدنا يوسف عليه السلام تحققت في القصة التي رواها لوالده حين قال له “إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين”، ثم تعرض نبي الله يوسف إلى محن شديدة ما هي إلا اختبارات لكي يتم إعداده الإعداد الأمثل للرسالة الأسمى والغاية العليا، ومن يقرأ سورة يوسف في القرآن الكريم يستشعر هذه الدروس العظيمة ويطمئن بها قلبه.
وكما حكى القرآن أن سيدنا يوسف أمر اخوته بإلقاء قميصه على وجه أبيه الذي فقد بصره حزنا عليه لكي يرتد إليه بصره، وهذا يعد واحدا من الدروس المهمة التي يجب أن نتوقف عندها، فكيف لقميص مادي يردّ بصر الإنسان لولا وجود معجزة من الله سبحانه وتعالى، هذه المعجزة دائما ما يبحث الإنسان عنها لتبديل الأحوال من حال إلى حال.
ما وددت قوله في هذه السطور أننا كبشر نبحث عن تطورات حسية يمكننا القيام بها لتطوير أحوالنا وأعمالنا، أو تطورات يمكن أن تساعدنا على تطوير مؤسساتنا ومشاريعنا، وهنا نصل إلى حتمية وضرورة أن يسأل كل إنسان أو مسؤول نفسه: “أين قميص يوسف الذي سأستخدمه للتطوير وأين أضع هذا القميص حتى يتغير الحال إلى ما أريد وأطمح؟!”.
إن من يتابع حركة الحياة ويراقب الأحداث والتطورات التي تشهدها الساحة المحلية، يوقن أن هناك صباحا تراه الأعين بوضوح، كيف لا ونحن مقبلون على مرحلة جديدة تُمكّن فيها الطاقات الشابة المؤهلة لقيادة المؤسسات المختلفة، ولربما أجد لها مساحة في دمج الاختصاصات بين المؤسسات ذات الاهتمام المتقارب.
إننا نبحث عن قميص يوسف لنرى الغد بصورة أكثر تفاعلا، ونعمل للمستقبل بصورة أقوى وأعمق، برؤية طموحة وبهمة تكسر أعراف الروتين والرتابة، وبعزم يرى في كل تحدي أو أزمة فرصة لتطوير الأدوات وتعزيز المكاسب، فقميص يوسف هو الأمل لنرى الحياة مجددا بصورتها الطبيعية المشرقة رغم تحديات الزمن.