د. ناصر بن سيف الذهلي
إنه لشيء مخيف ذلك المرض الذي أخذ بالانتشار بلا هوادة ولا رحمة، لا يفرق بين صغير وكبير وبين شاب ومسن، يتحدث بكل اللغات ويعتنق كل الديانات ،، كورونا حسبك تريث فلم نعد نقوى على فراق المزيد من الأحبة.
ولكن من أخبر كورونا أنه بإمكانك أن تهجم على الصغير كما هو الحال على المسن، من أفشى السر لكورونا بأنه لا يوجد لدينا لقاح حتى هذه اللحظة ولا دواء وسهل الطريق عليه؟!
إنه ذلك المستهتر بتعليمات اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد19)، إنه ذلك المستهتر بكل تلك القرارات ، إنه ذلك الذي قرأ المرسوم السلطاني 32/2020 القاضي بتعديل بعض أحكام قانون مكافحة الأمراض المعدية ولم يكتنف بكل تلك الإجراءات .
إننا في مواجهة كارثة صحية تدور رحاها بلا هوادة وستظل كذلك إذا لم يكن بيننا خائن لكل تلك التوجيهات والقرارات ، ولعلي أطلق عليها خيانة فالخيانة ليست مقرونة بالأجندات السياسية أو التحريض على الفتن ، الخيانة الحقيقية هي ةن يكون بيننا شخص يتعمد الإهمال ويكون طرفا في تفشي الأوبئة المميتة ، الشخص الذي يرى أرقام الإصابات في تزايد ولا يلقى لها بالا ، تلك هي خيانة الأمانة ، قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون”
أليست الأمانة هي الأعمال والفرائض التي أمن الله عليها العباد ، أوليس الحفاظ على أرواح الناس فريضة ؟ أولسنا مؤتمنين على أرواح من نعولهم ونرعاهم ، أولسنا مؤتمنين على هذا الوطن وسلامته ،إن الوطن أمانه في أعناقنا جميعا .
تلك هي الخيانة الحقيقة للأمانة ، فلا فرق بينها وبين الخيانة السياسية أو الخيانة العظمى للوطن فكلاهما سيقود إلى استنزاف موارد الدولة وإزهاق ارواح الأبرياء من ابناء هذا الوطن وقاطنيه .
كفى إستهتارا بكورونا ، فإنه لا يرحم ، فلنحافظ على الأمانة ونرعاها ، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية. فبإصرارنا جميعا على اتباع التعليمات سيتلاشى هذا الوباء وسنعود إلى حياتنا الطبيعية .