وفاء بنت سالم
لا أستطيع العيش من دون إبنتي..
هذه العبارة قالتها إحدى أمهات قرية سيق قبل أن تقفز إلى الوادي الذي يجرف إبنتها؛ لأن ابنتها لم تستطع التعلق جيدًا بالحبل الذي ربط للطالبات حتى يستطعن الوصول لباص المدرسة ليقلهن وهن في حالة يرثى لها من البلل الكلي والإرهاق.
سيناريو يتكرر في كل مرة يمر فيها الوادي على القرية “أعني سيناريو الحبل”
منذ عام 2007 والأنواء المناخية مهما كانت درجتها تؤدي إلى حدوث بعض الضرر الذي لا يعول عليه خيرًا لأهلي قطاع جعلان ..
وهذه المرة سأتحدث لأول مرة عن قرية “سيق”.
سيق منطقة سكنية تقع في ولاية الكامل والوافي التابعة لمحافظة جنوب الشرقية ،يقدر عدد سكانها حسب إحصائية 2010 ب 253 نسمة ..
تبعد القرية عن الكامل ما يقارب عن 40كيلو وكذلك عدد المنازل فيها قرابة 40 منزل.
إن المشكلة التي يعاني منها أهل هذه القرية هي انقطاع سبل الوصول إليها مع جريان الأودية لأيام طويلة يعجز فيها الأهالي من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي والتنقل منها إلى مركز الولاية، كما تتعطل فيها المدارس لأيام بسبب الأودية ودمار الطريق المؤدي لها لأيام ..
وأمام مطالبة الأهالي بجسر مرتفع لم يتم تلبية مطلبهم الوحيد ،فكل ما تقوم به البلدية هو كبس البقعة ب «المسيلة » حتى يتمكن الأهالي من التنقل ،وما أن تعطل أمطار غزيرة حتى تجرف كل ذلك الحصى وتعود الأوضاع لما كانت عليه سابقًا ..
هل لك أن تتخيل أن مركز صحي القرية يبعد حوالي 10كيلو مترات ، وأن سكان القرية لا يستطيعون الوصول إليه مع كل مرة تهطل عليها الأمطار ..لا سيما المرضى، فكيف إن كان المرضى من كبار السن ،إذ أن معظم شباب القرية اضطروا للسكن أسفل القرية بالقرب من المدارس والمركز الصحي ،بينما ظل قلة منهم في القرية بالأعلى برفقة كبار السن..
منذ سنوات طالب فيها أهل القرية بجسر مرتفع وتم بناء نفق أرضي اقتلعه الوادي ما أن نزلت الأمطار على القرية ،ثم قامت بصب الأرضية بالأسمنت فلاقت نفس مصير النفق الأرضي .واخيرًا قرروا كبس الشارع بالحصى..
تكررت عملية كبس الشارع بالحصى”المسيلة”وفي كل مرة يأتي الوادي يقتلع في طريقه كل شيء ..
الغريب أن الجهات المعنية قامت ببناء جسر في قرية سبت لعدد من المنازل لا يزيد عددها عن أصابع اليد الواحدة ..
تُرى متى سيُنظر في أمر هذه القرية ؟
وهل يحتاج النظر إليها إلى واسطة كبرى أو توصية ؟
وهل يعقل أن يتم إهمال عدد لا يقل عن 300 نسمة في كل مرة تنقطع فيها القرية عن العالم المحيط بها..
في كل مرة يستنجد أهالي قرية سيق وفي كل مرة يلبى ندائهم “استجدائهم “بكبس الشارع بالحصى..
لكم أن تروا ما تحكيه لكم الصور عن هذه القرية الجميلة ..
اللهم قد بلغت اللهم فأشهد..