منى بنت سالم المعولية
ماذا بعد أيها الماضون في رغبة الانشقاق؟! يا من تتسللون من بين جموع المنقسمين بالفطرة التويترية والتراشقات الواتسابية والمقاطع الفيديوصوتية، تارة تريدونها طائفية وأخرى مناطقية، وقسمتم البلاد جنوبا وشمالا، وكالعادة انشغلنا بالعراك والملاسنات وكأنها ليست من أقصاها إلى أدناها هي كلها “عمان”!.
فريق مؤيد وآخر معارض، وآراء تحركها المخاوف وأخرى تحركها الأهواء وثالثة مشحونة بالمواقف، ورابعة تعكر صفو الأجواء، وناتج جمع كل هذه الاحتدامات صفر، فماذا بعد؟!.
ذات يوم بايعنا سلطاننا على الطاعة والثقة، ووضع عاهل البلاد -حفظه الله- لجنة عليا انتدبت بأوامره السامية لكي تقف على كل كبيرة وصغيرة تُستجد، وتراقب وتقرر في كل ما يخص انتشار جائحة كورونا، حيث تقوم هذه اللجنة بما نعلم وما لا نعلم، كما أن جهودها تُسابق الزمن وتواجهه لتسير بنا جميعا إلى نهاية الطريق الآمن.
تأخذنا العواطف كثيرا، فمنا من يتدبر قرارات اللجنة بموضوعية ومنا من يطحن الموضوعية وينثرها ضاربا بها عرض الواقع، غير مدرك أن كل هذا الضجيج والانفلات يعمي العين ويفقد السمع والبصير والعقل، ويجعلنا نسيء لصناع القرار أو نقلل من شأنهم.
فبالإضافة إلى الثقة السامية التي تحظى بها اللجنة، فإن عامة المواطنين والمقيمين يثقون فيها، وإن اللجنة لا تلعب بحجر النرد ولا ترمي الاحتمالات، بل تُصدر قراراتها وفق معطيات ودراسة وتحليل وتأتي النتائج وفق الصالح العام.
كما أن هناك لجانا فرعية منبثقة عن اللجنة تراقب عن كثب وباستمرار آثار الأوضاع الصحية والاقتصادية وتأثيراتها على الوطن والمواطن والمقيم، ولا تألوا جهدا لتذليل كافة التحديات، لذلك يجب علينا أن نكون متيقظين لبعض المعرفات الوهمية التي تندس بيننا، وتنتحل أسماء قبائلنا، وتختبئ تحت صور رموزنا وقادتنا، فظاهرها عماني وباطنها فتنة تضرب الجهات بالأفراد، وتضرب الأفراد بالقوانين، لتظهر من بين الثغرات وتنبت عشبا ساما غرضه تشكيكنا ببعضنا البعض وزلزلة الثقة.
وللأسف إننا لا نتعلم من الضربات التي تلقيناها مكثفا من بعض الذين يكيدون لعمان، ولا نهتم بالأصوات التي تدعو إلى خفض حدة التعابير ولا تلك التي قالت لكم مرارا تمهلوا، فكون عماننا في القمة وفي المقدمة فهناك من يطلق وابلا من رصاص الخلافات ليشغلنا بشأن الداخل عن ما تقوم به سياستنا الخارجية المتسيّدة على سلام العالم والمعنية بردم ورتق الخلافات.
علينا جميعا أن نقف -كعمانيين- مضربا للمثل والاقتداء في الالتزام بالقوانين والنظم التي تقرها الجهات المعنية في السلطنة، وأن اللجنة إذ تُقدّر أنه بسبب الجائحة الحياة تغيرت، والدراسة عُلّقت والمحافظات حُجرت والمؤسسات عُطّلت والمساجد أُغلقت، ورمضان مر على غير عادة الأعوام، فهي ستقدر أيضا ما تراه مناسبا فيما يخص محافظة ظفار وبقية الأماكن السياحية الأخرى في ربوع عماننا الحبيبة.
وبتعاون الجميع سنتجاوز كافة الصعاب، وإن كانت هناك ثمة آراء أو اقتراحات فإن أبواب اللجنة والجهات المعنية مفتوحة على مصرعيها، تتلقى بصدرٍ رحب كل المقترحات مع إخضاعها للدراسة والنقاش، وهذا هو المأمول من الجميع.
وعلى الكل أن يدرك أن اللجنة لم ولن تّغير قراراتها أو تصدرها بناء على ما يصدر من بعض المغرضين والمحرضين في وسائل التواصل، والذين هم قلة ولا مكان لهم في مجتمعنا المتماسك خلف القيادة الرشيدة.