منى بنت سالم المعولية
هاربة عن الظل، منكمشة في ظلي، أقع بين تجاويف الفراغ لأحشو بطن المسافات، أنتصب في وجه العاصفة، ابدو أشد خفة من المعتاد، كخيط تلعب به الرياح، تلك الرياح التي تفقد هويتها وتهب على غير موسم وموعد لتطوح بي شطر اتجاهاتها وأمزجتها وتزرعني هائمة بين خشاش الأرض لا أنتمي لفومهاولا لعدسها، ممتلئة بي وحدي احمل صمت الاسئلة، وأجيب صمم المكان، يترأى لي من خلف تخوم النص، تلك النصوص التي حشرتها في كتابي المعنون بخيط للريح، فجاء النص متأخرا عن عنوانه وكتابه، فقد ذهب العنوان ليضم ادراج النصوص الأخرى وجاء المتن والفحوى في سياق آخر!
جاء وأنا كشبه خيط فعلا، أكاد من فرط الحضور أتلاشى!
وبين الظهور والاختفاء أمارس عادتي اليومية وأحاول وسط ازدحامي الخاوي بالعراء استلال نفسي وصناعة نسيجي لأني أكاد..
أبرز وأختفي
أنكمش رغم تمددي
أتشكل كالماء في القالب
هلامية في الملامح
زئبقية القرار والخصائص
أكاد وسط انفعالي أفقد مرسمي
انساني..
أترجل كحظ عاثر
كبوهيمي عابر يستلذ ملامحه
كسؤال لن يجد اجابته
كشبح يبرر حضوره
كخط ينتأ عن استقامته
كمتلاشي يدافع عن وجوده الأخير
العالم في استدارته منتشيا
لا يواجه أسئلتي
أسددها شطر انقساماتي
وأجيب عليها بارتباك