محمد بن عيسى البلوشي
قصاصة بعثها ألي أحد الأصدقاء الأعزاء يقول فيها: “لماذا تستلفون هموم المستقبل وتبشرون بمستقبل الظلام بعد كورونا”، ألهمتني بكتابة هذه المقالة التي أتفق فيها تعودنا كبشر في التفكير بهموم الغد (الزواج، بناء منزل، تربية الاولاد، مدارس الاولاد، جامعة الاولاد، البحث عن وظيفة للاولاد، زواج الاولاد، تأمين مستقبل الاولاد، وغيرها من هموم المستقبل) وأغفلنا إن لم نكن تناسينا احتياجات الحاضر المعاش والإعداد الجيد.
لامني صديقي بلطف وأدب جم كيف نفكر نحن معشر الكتاب والصحفيين والأدباء مستشهدا بمقولة للكاتب محمود امين يقول فيه “إن الكتاب قلقون ويحبون أن ينشرون القلق بين الناس”، وهذه حيلة إنسانية جميلة من صديقي أوصلت المعنى.
إن ما يحدث في عالم اليوم من تطورات بسبب جائحة كوفيد ١٩ يجعل التفكير البشري أكثر إحتياجا إلى إعادة النظر في التطورات التي من المفترض أن يحدثها في نفسه أولا وفي أسرته واخوتة ثانيا ومجتمعة ثالثا، ومن ثم في طريقة تفكيرة في وظيفته ووطنة وأمته، فالامور في هذه الدنيا لن تتغير أو تتطور الا اذا طورنا فعليا ما في عقولنا وغيرنا ما بأنفسنا.
أتت هذه الجائحة بدروس عديدة لم نكن لننتبه إليها خلال ٥ أشهر مضت، وهناك بكل تأكيد حكمة لله سبحانه وتعالى من حدوث هذا الأمر، يسعى العلماء إلى استنباطها وفهمها، ويسعى الاقتصاديون بدورهم إلى فهم الدروس الاقتصادية المستفادة ومنها إعادة النظر في كيفية تطوير القطاعات الإنتاجية والصناعية، والتفكير بعمق في صناعة فكر البشر من انسان باحث عن وظيفية إلى مواطن منتج للاقتصاد العام، ومن مجتمع مستهلك إلى أمه تأكل من يد ما تزرع وتصنع.
إننا لا نحتاج إلى من يرى المستقبل بصورة قاتمة ويفسر الأشياء بغير حقيقتها، بل نحتاج إلى بصيرة تفهم واقع الأشياء والفرص التي تتيحها للتغيير الإيجابي والتطوير المفيد، فبالامس كان الجميع يعمل من مكتبة، واليوم أقل من ٣٠% يديرون المؤسسة بكفاءة عالية، وفهمنا منطق العمل عن بعد، وركزنا أكثر على أهدافنا العامة والخاصة. وهناك الكثير من الدروس المستفادة التي تحثنا على تطوير واقعنا وأدواتنا، وكما قالت العرب “اذا لم تكن ما تريد، فأرد ما يكون”.
أرجو أن لا نستلف من هموم المستقبل لنعيش واقعنا، بل ننتبه إلى هموم الحاضر ونتعامل معها ونعمل على تجاوزها والاستفادة من دروسها لنكون أكثر فهما في المستقبل، ولا نقول الا ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى “شكرا لله على ما ابتغاه من حكمه في هذا الوباء”، والله سبحانه وتعالى نسأل العفو والعافية والمعافاه الدائمة والسلامة وأن يرفع عنا البلاء والوباء، ويجبنا جميع الشرور ويهدي البشرية للدواء.
وأختتم مقالي بإقتباس لصديق مختص في العلوم القانونية ارسل إلي هذه العبارة” يجب أن تكون أفكارنا وكتاباتنا متسقه مع ما نؤمن به. إن الانسان يركز دائما في كيفية تطوير حياته وحياه من حولة، ويتحرر من أسر الأفكار الجامده فحن بحاجه أن نبدأ من نقد الحاضر الى إبداع المستقبل فللناس فيما يقلقون عليه مذاهب”.