وفاء بنت علي العامرية
قال تعالى :
“ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ” (32)الحج صدق الله العظيم
العيد فرحة مهداة من الله عز وجل وهي من شعائر الله التي يجب أن يحترمها المسلم وينفذ آدابها …وسننها
ومن سنن العيد اداءُ صلاةِ العيد والتزين بأجمل ما نملك من الثياب تعبيراً عن فرحتنا بقدوم عيد المسلمين
وكذلك صلة الارحام بالسؤال والتواصل والتهنئة على بلوغ عيد الفطر والفرح باتمام الصيام في شهر رمضان فهذا هو الغرض الاساسي من شعيرة عيد الفطر المبارك
وكل هذه الهدايا والنعم من الله عز وجل يجب أن تحترم فنحن لا نفرح بالعيد الا اذا خرجنا من منازلنا او تزاورنا فالعيد أساسا هو الاحساس بلذة اتمام شهر الصيام وروعة القيام والذكر والطاعة والتعود على تقويم الذات والتحكم بالملذات …
ونحن اليوم وسط جائحة منعت عنا الكثير من ما تعودنا القيام به في حياتنا المعتادة الا انها لم تأت لتمنع عنا فرحة القلوب المؤمنة بهدايا الله وهو العيد !
ففي منازلنا هناك الكثير من الحِراك الايجابي الذي نستطيع بفضل الله الاستفادة منه لنستشعر الفرحة و نعظم شعيرة العيد …
كما اننا وفي هذا البلد الطيب الذي عملت حكومته الرشيدة بقيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه- ،عملت بكل جد وجهد على ان يبثى المواطنون بمأمن قدر الامكان عن الاصابة بالوباء وتمكنت من رعاية كل من ابتلاهم الله بهذا الوباء ولا تزال تسخر الغالي والتفيس لحماية الجميع من الانتشار المفاجئ الذي لا قدر الله سيسبب عرقلة كبيرة للجهات الصحية والامنية اذا ما تفشى الوباء وانتشر بشكل اكبر ….
ابناء الوطن ..الطواقم الصحية والأمنية والجهات المعنية الأخرى والجمعيات الخيرية والمتطوعون …،الكل شكل تلاحماً متناغماً ليتصدى لكل ما يكدّر صفو عمان وأهلها والمقيمين بها …فلا كلل ولا ملل ولا تقاعس ..وهذا ليس بجديد انما هو متجدد كنهضة عمان التى بناها صاحب الجلالة السلطان قابوس بس سعيد المعظم معلمنا وقدوتنا ..وتجددت في عهد السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله ورعاه-.
وانتم رجالاً ونساءً .. أبناء وبنات هذا البلد الطيب الذي لا ينجب الا الطيبين …سيأتي عيد الفطر ففرحوا باتزان وجودوا بما وجد لديكم ..والبسوا العافية اثواباً لكم ..إبتعدوا عن كل ما هو خارج حدود منازلكم المحفوفة بالأمان ..صِلوا اهلكم وذويكم عبر التقنية الحديثة التى سخرها الله نعمة لكم…كونوا على موعد مع العافية عوضا عن مواعيد لزيارات قد ندفع جميعاً ثمنها غالياً …لونوا جدران بيوتكم بما توفر من بساطة الحياة وفخامة الصحة …فليس هنالك نعمة أعظم من الصحة والعافية …
لنوسع إطار التفكير الضيق…نحن بحاجة الى ان نعود لنلتقي ،فكيف لا نصبر على فراق مؤقت ، نحن بحاجة إلى ان نساند بلادنا لتنتفع بالامكانات والاموال والقوى البشرية في الازدهار والتطوير فكيف نترك لحظاتٍ زائفة ان تجعلنا سبباً في انفاق المزيد من الجهد والمال والبشر على ظروف مؤقتة زائلة بإذن الله …
نحن أقوى من أن نضعف أمام إعلانٍ مغرٍ ونشتري عبر التوصيل إلى المنزل لباساً او حلية او طبقاً من الحلوى حتى نفرح بالعيد…
العيد سيأتي ليعلن الفرج ..فقط اذا اكرمناهُ بالالتزام …
كونوا بإلتزامكم من يجعل حكومتنا تستند علينا ..فهي الى الان لم تنفذ قرارات اكثر صرامة لانها مؤمنة بأن الشعب واع وان الفرج يأتي من بفضل الله وبفضل إخوة صبروا في الله ونفذوا التباعد الإجتماعي تعبيراً عن حبهم لبعضهم وحبهم لوطنهم وطاعة لسلطان البلاد …حفظهُ الله ورعاهُ…
أسأل الله أن يرزقنا التوفيق بزوال الجائحة وأن يكون لنا في العيد لحظات نشكر فيها فضلهُ علينا وان نقضى بعد رمضان ..عيد فطرٍ بهيج …
instagram : @wafaalamria
Wafaalamria@yaho.com