منى بنت سالم المعولية
كثيرة هي الرسائل التي نوجهها إلى اللجنة العليا المكلفة بالتعامل مع فيروس كورونا، وكثيرة هي مطالبنا، ولربما اهتمامنا بكلمة “عاجل” المرتبطة باللجنة ينبع من باب تشبثنا بالحياة وتربصنا بالمستجدات.
حتى هذه اللحظة، لا أحد يعرف إلى أين يمضي فيروس كورونا بنا، جارًّا خلفه قلق العالم، يضرب أخماس التجارة بأسداس الخسارات ويحصد بأعداد انتشاره المزيد من الموت.
تحت هذا الضغط وبخطى حثيثة، تدير اللجنة العليا المكلفة بالتعامل مع جائحة فيروس كورونا كوفيد 19 دفّة القرار.
في يوم العاشر من مارس الماضي وبأوامر سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله وأيده- بتشكيل اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد19)، لتستنفر جميع القطاعات المتأثرة بجائحة فيروس كورونا والذي ترأسها معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية، وجاءت بعضوية عدد من أصحاب المعالي والفريق رئيس الأركان وأصحاب السعادة؛ ينوبون عن كل قطاع من القطاعات المعنية بالتعامل مع الجائحة المتسارعة في انتشارها لبحث آليات التعامل والحد من انتشار الوباء، مما يؤكد أن جلالته -حفظه الله- يمضي على أسس مدروسة، بفراسة يستوضحها المتلقي والمتعمق في الأحداث منذ بداية اندلاع الأزمة وتشكيل اللجنة العليا.
وباكتمال الأركان الأساسية التي تدير الأزمة منبثقة عن كل القطاعات، يعمل الجميع على دراسة الوضع وفق كل مرحلة ومستجداتها ووفق خط سير الأزمة عالميا.
أَوْلى جلالة السلطان -حفظه الله- اهتماما كبيرا ومستمرا منذ بداية الأزمة، وحرص على الإشراف على كل المستجدات والقرارات، كما ترأس اجتماع اللجنة العليا في يوم 26 مارس 2020، وقد عملت اللجنة على التعاطي مع مجريات سير الأمور بشفافية ووضوح تام، وهذا يتضح بقرارها بعقد مؤتمر صحفي أسبوعي يشمل القطاعات المعنية للرد على الاستفسارات المطروحة من قبل الصحفيين بموضوعية، ينعكس فيها جهود جميع أعضاء اللجنة الذين يعززون الدور الكبير الذي يقوم به معالي السيد رئيس اللجنة في عملية صناعة واتخاذ القرارات وبتوجيهات جلالة السلطان -حفظه الله ورعاه-.
كما يترأس معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الخلية الإعلامية للجنة العليا والمسؤولة عن تغطية كل ما يخص الجائحة.
غير خفيّ على أحد جهود مركز التواصل الحكومي للدولة، والذي لعب دورا أساسيا لإبراز التفاصيل والإشراف على كل ما يخص المؤتمر، وكذلك تغطية المستجدات ونقاط المؤتمر بالتفصيل، رافعا شعار “عمان تواجه كورونا”.
لقد أثبتت اللجنة المكلفة أنها تتخذ قراراتها وفق متطلبات الصالح العام، وفي كل قرار يتم اتخاذه كانت ترجح كفة الإنسان ومصلحة المواطن والمقيم.
كما أن اللجنة لا تألو جهدا وإصرارا على الخروج من الجائحة بأقل الأضرار على الصعيد الخاص والعام، واضعة نصب اهتمامها كل ما من شأنه أن يتأثر بتبعات الفيروس من أفراد أو مؤسسات.
وتبقى أعيننا شاخصة نحو الغد راجية أن تبتلع الأيام شر كورونا المستجد، وأن تؤدي كل تلك الإجراءات إلى غيابه غيابا أزليا، لنتجاوز التاريخ متحصنين بالدروس والعبر، ونعود لنمارس الحياة وفق مسارها الطبيعي.
فإلى أولئك الذين يبحثون بجهد دؤوب طارقين أبواب السلامة -وبشكل عاجل- نوجه إليكم جميعا شكرنا، كما كنا دائما نوجه مطالباتنا فكيف نجزي العاملين بإخلاص خيرا؟!
وكيف نقول ونثني عليكم وأنتم تقدمون كل ما لديكم دون انتظار كلمة شكر من أحد، لأنه ببساطة يتنافى مع قيمكم التي آمنتم بها، ولكن نقول لكم شكرا ونكررها، ونقول للجميع شكرا، ولكل القطاعات التي عملت بجهد للتخفيف قدر الإمكان من آثار الجائحة، فإلى كل مخلص في هذه المحنة لكم من كل مواطن ومقيم على أرض عمان تحية مغلفة بالشكر والعرفان.
ونؤكد بأن أمثالكم لا ينتظرون منا جزاء ولا شكورا على ما يفعلون رغم أنه يستحق الذكر؛ فتحية إجلال وتقدير، ودامت عمان بكم بخير.